الشعر والغناء/ سعيد عقل: القسم الثاني
ملف صوتي شعر وموسيقى وغناء
الحلقة: الرابعة والثلاثون


برنامج الشعر والغناء
إعداد وتقديم: د. محمود السيد الدغيم، وشاركت في التقديم هيلين الحاج
 Dr. Mahmoud EL-Saied EL- Doghim,
هذه الحلقة حول القسم الثاني من الشعر المغنى للشاعر اللبناني سعيد عقل
وهذه الحلقة هي الحلقة : 34 من سلسلة برامج الشعر والغناء، ومدة الحلقة: 42 دقيقة
وبثت هذه الحلقة من راديو سبيكتروم بلندن الساعة الثامنة يوم السبت 4/4/ 1998م
وأعيد بثها أكثر من مرة
وقدمت من هذا البرنامج عدة حلقات من إذاعة ام بي سي اف ام، وبثت من البرنامج ثلاثون حلقة من راديو دوتشي فيلي الاذاعة العربية الألمانية، وبثت عدة حلقات من الإذاعة السودانية ، وبثت هذه الحلقة من الإذاعة التونسية، وقدمت لاتحاد الإذاعات العربية ثلاثون حلقة، وبلغ عدد حلقات هذا البرنامج الأسبوعي مئة وعشر حلقات
نأمل لكم وقتاً ممتعاً

مدينة زحلة اللبنانية


سعيد عقل – 1912 - شاعر التبادع

حياتــه:

وُلِدْتُ، سَرِيري ِضفَّة النّهْرِ، فالنَّهْرُ تآخَى وعُمرْي مِثْلَما الوَرْدُ والشَّهْرُْ

في الرابع من شهر تموز عام 1912 ولد في زحله طفل عبقري هو سعيد عقل . وكانت طفولته مليئة بالوَرْد في ظِلّ أمّ مَلاكٍ وفي كَنَفِ والد كان نَهراً من نخوة ومن كرم . فنشأ على كثير من الحبّ والدلال، آخذاً عن أمُّه الطَّهارة ، وعن أبيه روح العطاء . اما عن تاريخ بلدته زحله فاخذ النخوّة والبطولة.

وكان الله قد وهبه إطلالةً فريدةً، ونبوغاً أكيداً، فتمَّت له النعمّة، وَبَرَز متفوقاً في مدرسة الإخوة المريِّـميين في زحله حيث بدأ دراسته حتّى أتمَّ قسماً من المرحلة الثانوية. وكان يعتزم التخصُّص في الهندسة، إلاّ انَّه وهو في الخامسة عشرة من عمره خَسِرَ والده خَسارة ماليَّة كبيرة، فاضطرَّ الفتى أن ينصرف عن المدرسة ليتحمّل مسؤولية ضخمة وأعباء بيتٍ عريق. فمارس الصِّحافة والتعليم في زحله. لكنّه استقر في بيروت منذ مطلع الثلاثينَّيات وكَتَبَ بجرأة وصراحة في جرائد «البرق» و«المعرض» و«لسان الحال» و«الجريدة» وفي مجلَّة «الصَّيّاد ». ودرّس في مدرسة الآداب العليا، وفي مدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وفي دار المعلمين، والجامعة اللبنانيّة. كما درّس تاريخ الفكر اللُّبناني في جامعة الرُّوح القُدُس وألقى دروساً لاهوتيَّةً في معهد اللاّهوت في مار انطونيوس الأشرفية. كلُّ ذلك بدِقّة وإتقان وترسُّل بادع حتَّى صَحَّ فيه قولُه عن المعلّم:

قَرَأتَ كِتابَ الكَوْن سَطراً مَحَا سَطْرا مُعَلّمُ، عُدْ فآكْتبه أجمل ما يُقْرا

وكان قد قرأ روائع التُّراث العالميّ شعراًُ ونثراً ، فلسفةً وعلماً وفناً ولاهوتاً فغدا طليعة المثقَّفين في هذا الشرق. وتعمّق في اللاّهوت المسيحيّ حتّى اصبحَ فيه مرجعاً. وأخذ عن المسيحيّة في جملة ما اخذ، المحبّة والفرح، والثَّورة أوانَ تقتضي الحال ثورةً تكون وسيلة للسَّلام. ودرس تاريخ الإسلام وفِقْهَهُ، فحبَّبه الإسلام بأمور خمسة:

•  ان يعرف أنّ الله ليس رَبَّ جماعة دون سواها وانّما هو ربُّ العالمين.
•  أن يُمارِسَ الزّكاة فيُعطي ممَّا أعطاه إيَّاه الله
•  أن يُردّد كلَّما فَكَرَّ بأمّه أجمل قَول قُرِىء عن الأمّ في كتاب، و هو : «الجنَّة تحت أقدام اللأمَّهات» .
•  أن يَنْذَهِلَ بلبنان كيف أنَّه أوْحَى إلى مَنْ يَعرفون ان يُحبّوا، إدخالهَم على الحديث أنّ تُراب الجنَّة فيه من لبنان، وأنَّ عَرْشَ الله مصنوع من خشب الأرز الذي في لبنان.
•  إنْ نَسيَ كُلَّ ما قِيل عن الحبّ في الدنيا كلِّها أن لا ينسى كلمة محمد: «إثنان ماتا من وفرة ما أحَبَّ الواحد منهما الآخر يَدْخُلانِ رأساً إلى الجنّة».

ولقد أعطى سعيد عقل ذاته التطلُّب الطَّامح، والرؤيا الكبيرة، والتَّعب على شغل شخصيَّته ورَصْفِها مثلما يُريدها أن تكون كما شُغِِف بالنَّزعة المثاليّة والرُّوح الترسّلي وانتدب نفسه شأن الكبار في الدنيا لمهّامَّ جُلّى، فأنشَأ سنة 1962 جائزة شعريّة من ماله الخاص قَدْرُها ألفُ ليرة لبنانية تمنح لأفضل صاحب أثر يزيد لبنان والعالم حُبّاً وجمالاً.

آثاره:

في الثَّلاثينيَّات (1935) أطلع سعيد عقل «بنت يَفتاح» المأساة الشَّعرية، وهي أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكيّة ذات المستوى، وقد نالت يومذاك جائزة «الجامعة الأدبية» وفي الثَّلاثينيَّات ايضاً انفجرت قصيدته «فخر الدين» المطوَّلة التاريخية الوطنيّة فبرهنت أنَّ الشِعر يقدر ان يؤرّخ ويَظلَّ شعراً مُضيئاً ،وأن يسرد قِصّة، متقيّداً بالأصول ويظلّ مؤثراً.

سنة 1937 أصدر «المجدلية» التي بمقدّمتها غَيَّرت وجه الشّعر في الشرق، والمجدلية الشّعر قصّة أعطت جديداً ، لقّنت أنّ الشعر سكرة كثيفة الجمال ضوئية، جوهرها موسيقى يتّحد بها الشاعر حميماً مع الكون. وهذا ما سيقوله سعيد عقل نفسه في الستّينيَّات معرّفاً الشعر:

الشعر قَبضْ ٌعلى الدنيا، مشعشعةً كما وراء قَميصٍ شعشعت نُجُمُ

فأنت والكونُ تَيَّاهانِ كأس طِلىً دُقّت بكأسٍ وحُلْمٌ لمّه حُلُمُ .

سنة 1944 اطلت مسرحيّة قدموس، عمارةً شعرية ذات مقدمّة نثريّة رائعة، وبدأ سعيد عقل يكون مهندس النفس في الأمّة اللبنانية، انّ قدموس، لون جديد من الملاحم التي تهزّ ضمير الأمّة وتشكّ لبنان على عرش من عروش الشّعر في العالم، وإن يكن سعيد عقل قد سمّاها مأساة .

سنة 1950 أشرقت شمس «رِنْدَلى» وصار الحبّ احلى، غدا يخصّصُ له ديوان كامل، ففي غمرة الشعر التقليدي والغزل الاباحيّ الفاحش ردّ سعيد عقل الى المرأة تاجها ، فغدت من بعده تُحبُّ وتُعبَدُ. كَوْكَبَ الغزل النبيل الذي يمكن ان يُقرأ في الكنائس والمساجد. وبعد «رندلى» الشّعر سُمِّيت مئات البنات بهذا الاسم.

سنة 1954 صدر له كُتيّب نثري «مُشكلة النخبّة» الذي يطالب فيه سعيد عقل بإعادة النّظر في كلّ شيء من السياسة الى الفكر والفن.

سنة 1960 صدر كتاب «كأس الخمر» وهو يتضمّن مقدّمات وضعها سعيد عقل لكتب منوّعة، وشهد بها لشعراء وناثرين ، مبرزاً مواهبهم، مقيّماً انتاجهم، وناهضاً بالنقد الأدبي وبمقدمّات الكتب الى مستوى نادر في النّثر الحديث.

وفي هذه السنة ايضاً حكى لبنان كما يجب ان يحكى فصدر : «لبنان إن حكى» كتاب المجد الذي يعلّم العنفوان والشّهامة، وينشُر امجاد لبنان باسلوب قصصي أخّاذ ومضيء، يترجّح بين التاريخ والاسطورة ، ويأسرك بجوّ عامر بالبطولة يستثيرك حتى البكاء.

كما صدر ايضاً كتاب «أجمل منك؟ لا... » حاملاً غزلاً يُصلّى به صلاةً بأسلوب ارتفع الى ذروة المرونة الإنشائية وتنوّع القوافي، كما امتاز بمواكبة التركيب الشعري للموجات النفسيّة في قصائد تشبه السيمفونيّات.

سنة 1961 صدر كتاب «يارا» وهو شعر حبّ باللغة اللبنانيَّة، قصائد ولا اجمل تجمع بين البساطة ومُناخ الخمائل، تُكوكب البال وتسكُبُ خمراً جديدة في كؤوس من زنابق.

سنة 1971 صدر كتاب «اجراس الياسمين» ، وهو شعر يغني الطبيعة بغرابة فريدة وبحدّة حِسّ وذوق.

سنة 1972 صدر «كتاب الورد» وهو نثر شعري ذو نفحات حب ناعمات من حبيب الى حبيبته، وهمسات حالمات من قلب حلوة «ينغمش» ويمطر ورداً وياسمينا.

سنة 1973 صدر كتاب «قصائد من دفترها» شعر حبّ يغني العذريّة والبراءة بكلام من ضوء القمر على تلال لبنان بين الأرز والصنوبر وقد كستها الثلوج يمثل ثوب عروس.

وسنة 1973 ايضاً صدر كتاب «دُلزى» قصائد حُبّ من نار وحنين ناعم إنّه كتاب رائع يُكمل نهج «رندلى» بكَلِم من زَهْرِ الجمر مرّةً ، ومن كرِّ الكنار مرَّات.

سنة 1974 صدر كتاب «كما الأعمدة» وهو بعلبكّ الشعر وقد سجلت فيه روعة العمار، ودقّة الجمع بين الفخامة والغِوى. ذروة الكلاسيكيّة التي لا تشيخُ، مرصّعةً ببعض اللُقى واللمَع الرمزيّة. وإنَّك لتشهد في هذا الكتاب تخليداً لكل شاعر تكَّم عنه سعيد عقل. وفي هذه القصائد يتحدّى سعيد عقل نفسه مرّة بعد مرةٍ فيعلو على ذاته بخيال يسابق خياله ويمزج بين التراكيب الفصحية وتراكيب اللغة اللبنانية احياناً . مما يقرِّب شعره من الحياة ويمنحه نكهة جمالية فريدة.

والأعجب في هذا الكتاب أنَّه يرفع المناسبات العاديّة الى سماء البال وأجواء الشعر اللبناني.

ومن كتبه كتاب «خماسيَّات» وهو مجموعة أشعار باللغة اللبنانية والحرف اللبناني وقد صدر سنة 1978 .

وكتاب خماسيّات الصبا باللغة الفصحى، وقد صدر سنة 1992. وهذه الخماسيّات باللغتين اللبنانيّة والفُصحى تمثّل ذُروة الكثافة في المضمون ، كما تمثّل التفرُّد العالمي في الشّكل الشِعري الذي يَحبِسُ جزءاً من عمر في عبارات لا طويلة ولا قصيرة. وإنّما هي بمعدّل ما يتوقَّعها السَّمع تنتهي فعلاً ويرتاح الشّاعر حين تنفجر .

وهذه الخماسيات هي في رأيي مستقبل الشّعر الذي يحمل في جوهره شيئاً من الذريّة الهائلة.

سنة 1981 صدر لسعيد عقل ديوان شعر باللّغة الفرنسيّة اسمه « الذَّهب قصائد» وهو كتاب جامع يحمل خُلاصة ما توصّل اليه فكر سعيد عقل في أوْجِ نُضجه. ولعلَّه الكتاب العالميّ الذي سيردّ الى اللغة الفرنسية عظمة تفوق عظمة بول فاليري وما لارمه وسواهما من شعراء فرنسا الكبار .

ولسعيد عقل عدّة دواوين مخطوطة وجاهزة للطَّبع ، وهو كُلّما زاد في العمر عاماً زاد تألُقاً وعطاءً، وأروع ما يلّخص مطامح سعيد عقل قوله

اقول: الحياةُ العزمُ ، حتى إذا أنا انتهيتُ تَوَلّى القَبرُ عزمي من بَعدي .

نلارا تَلهُو
أخبرتُها أخبرتُها النُّجوم
انَّكَ لي،
طوَّقتَ خصري، بُحتَ للكِرومْ
بأنَّني كأسُك والهُمومْ
أقلَعتَ عَبْرَ الصَّحو والغُيوم
في هُدبيَ الحُلوِ المُزَلزِلِ!

* * *

ردَّدتُ من شِعرك ألفَ شيْء
انّي غِوىَ النَّظَر،
نَبضُ الصِّبا، بلَِّورةُ السَّحَرْ
أنَّ على يَديْ
يَلهْو القَدَرْ،
وإن أنا أَسقطتُ من عَليّ ْ
ثوباً ، فما شَمسٌ وما قَمر؟!

* * *

وكِدتُ كِدتُ من هَوًى أطيرْ
قَطَفتُ أُقحوانةً تَمُدّْ
عُنقاً، ورُحتُ بيدٍ أعُدّْ:
«يُحِبُّني، يُحبُّني كثيرْ،
يُجَنّ بي، يَصْدُقِني، يَجُدّ،
يَكْذِبُ…لا؟... بلى» وأَستَجيرْ
بالوَرَق الأخيرْ…
وخَوفَ أنْ أُصَ
وأقحُوانتي تقولْ
أنَّكَ لا تحبِنُّي، للعُمرِ، للأبَدْ
آخُذُها بيَدّْ
وبيَدٍ أنثُرها بَدَدْ
ويَحِي! وتَطوِي سِرَّك الحُقُولْ!

* * *

وفي غَدٍ إن أنا لمَ
أكُنْ غرامَكَ الوحيدْ
أُضَمّْ
أُضَمُّ، وحدي ، وأُشَمّْ
وكان نَيْسانٌ جديد…
لا لن تَرَى الزَّهَرْ
مجرَّحاً بَدِيد
قلبي غَفَرْ
قلبي الذي يَذْكر ألفَ شيْ
أَنّي غِوَى النَّظَرْ…
نَبْضُ الصِّبا.. بلَّورةُ السَّحَرْ …
أنَّ على يَدَي
يلهُو القدَر
وإن أنا أَسقطتُ مِن عَلَيّْ
ثوباً ، فما شمس وما قَمَرْ؟…
سعيد عقل ، (من ديوان : أجمل منك؟ لا… )

* * *

زهرةالزهور
كُن أنتَ للبِيضِ، وكُنّ للسُّمْرْ
ما هَمَّني؟ حُبِّي أنا يَبقى
سَعيدةٌ به ، وإن أشْقا
تُحبُّني، أو لا تُحِب، أنتَ أنتَ العُمرْ!
أما كَفَى أَنّي على يَدَيْكْ
أَشْتاتُ أُلهِيَْهْ
بي نِيَهْ
يا حلوُ، أن أغرقَ في عينيكْ؟
تُميتُني، تُبقى عَلَيّْ
إشفاقةً أو ترضِيَهْ،؟
ما هَمَّ، أنتَ الضَّوءُ في عينيّْ
وأنتَ في ثَغْريَ أُغنيةْ!

تذكُرُه بَوحَكَ لي؟ تذكُرُها تلك العُهودْ
فَمٌّ، ولا وَهْمُ الزَّهَر،
لَونٌ، ولا حُلمُ القَمَرْ،
عينانِ غَرِّب يا وُجودْ!
وكانت اليَدانْ
بمِعصَميَّ تَلعبانْ
غدٌ أنا وأَمسْ
شَعري شُعاع الشَّمسْ
في ظِلَّه مختبىءٌ نَيسانْ

وكان في قلبك جَمْرْ
وخلف ثوبي لؤلؤٌ وماسْ
تقول: «أنتِ خَمْرْ
متى أصِيرُ كاسْ؟»
أوّاه كم لي هَهنا
من ذكرياتٍ، من مُنى
لا تَنْسَني، لا تَنْسَنا
لي أنتَ ام لا؟ أنا لَكْ
نَبْقَى على كَرِّ العصورْ

أنا الفَلَك
انت تدورْ
يخونها ولا تخون العطر زهرة الزهورْ!
سعيد عقل،(من ديوانه: أجمل منك؟ لا … )

من شاعر؟
لا مذ بَكيتُك، لكِنْ، قَبلُ ، مُذ سكَتَت يَراَعةٌ لكَ، قَلَّ الهَمُّ في الغُصُنِ
غَصَصتُ بالدَّمع، هل فَرّتْ بَلابٍلُنا طُرّاً، فما من شَجِيٍّ، بعدُ، أو لَسِنِ
أنا الَّذي قالَ: يا شِعْرُ، آُبكٍهِ وأجِدْ مِن قَبلِ ما كان لا، يا شِعرُ لم تَكُنِ
مِنَ الينابيعِ، من عَينَيَّ صَوتُكَ، مِن ضَوْع البَنَفسجِ، أضلاعٌ له وحِنِي
سِرُّ الرَّنينِ، وهَلْ إلاَّكَ يَفضَحُهُ؟ يا نَاقِرَ العُودِ، منه العُودُ في شَجَنِ!
والكونُ، قُلْهُ رنِينَ الشِّعر، قُلْهُ صَدًى لِكَفِّ رَبِّكَ إذ طَنَّت على الزَّمنِ
ما العُمرُ؟ ما نَحنُ؟ ما هذي التي كَتَبت قَوسَ الغَمام ِوغُنجَ الزَّنبَقِ الغَرِنِ؟
تَشَظَّياتُ نُجُومٍ عن يَدٍ فَجَرتْ حُبَيْبةَ الشَّيءِ، وَجهُ اللهِ منهُ دُنِي
فَنَحنُ هَذونَ، لماَّ نبقَ في سَفرٍ على الرَّنينِ، نُجُوماً رُحَّل السُّفُنِ
 
حَبَبتُ فيك البَلِيلَ البَثَّ، لا يَبِساً لِلَّيل غَنَّى، وغَنّوا للضُّحَى الخَشِنِ
من لا يضِجَّ، ويُبقِ الآهَ سيِّدةً على الكَلامِ، يُؤَخ ِالطَّيرَ في الفَنَنِ
نَسجُ التَّنَهُّد لكنْ لا يُهَلهِلُه سَهلٌ، ففي خَيطِهِ من شمخةِ القُنَنِ
ضَوءٌ خَصِصْتُ به، بَعْضُ الَّذي احتفظَت ببعضِه الشَّمسُ إذ هَلّت على عَدَنِ

من شاعرُ؟ مَن تَظَلُّ الرِّيحُ دارَتَهُ َترْمي بأَبراجها في الأُفْقِ لم تُشَنِ
حِجارُها شَرَفٌ! فاسمَعْ تَنَفُّسها بالنُّبلِ، قُلتَ: بهِ قَبْلَ الجَمال عُني
أكيدةً مِنْ هُنا، من مقلَعٍ وقَعَت عليه رَيّا غُصُون الأرْزة اللُّدُنِ
اللهُ نَحنُ! أما نَحيا لأغنيةٍ نَشوَى بها لَفْتَةُ العِقبان من الوُكُنِ؟
إن شَدّنا البَحْرُ، لا ملآن، بَعْدُ، بنا نُفرِغهُ مِنهُ أَنِ أسْكُنْ أو بنا أنسَكِنِ!
جِبالُنا هيَ نَحنُ: الرِّيحُ تَضرِبُها نَقْوَى وما يُعطِ قَصْفُ الرَّعدِ نَخَتزِنِ
عِشنا هُنا لا نُهَمُّ، الفَقرُ مَرَّ بِنا ومَرَّ مَنْ شِبرُ أرضٍ غَرَّهُ فَفَنِي…
للفِقرِ قُلنا: أستَرِح، للمُستبدِّ: أشِحْ غداً علىالرَّملِ لا يَبقى سِوَى الدِّمَنِ

غَنَّينَ، غَنّين يا كاساتُ، قُلُنَ لَهُ: ماتَت لنا الخَمرُ والعُنقُودُ في حَزَنِ
الحُبُّ خَمَّشَ خَدّاًً، وأشتَكَى وبَكَى وأستَوحَشَ القَمَرُ الرَّاني فلم يَرِنِ
تَمُرُّ بالأذُنِ الآهاتُ تَسأَلُها أنَحنُ مِنْ بَعدِهِ الآهاتُ لِلأُذُنِ؟
غنِّين غَننيِّن، قُلنَ المجَدُ في يُتمٍُ شِعرٌ بلا المَجُدِ راياتٌ بلا وَطَنِ
مَنْ للعُلَى؟ للصَّداراتِ العُلَى؟ أبداً تَبْقَى الكَرامَةُ بين الناسِ في غَبَنِ؟
غَنيِّنَ غَنيِّنَ.. صَوتي ضاعَ.. باتَ صدًى كالحِصنِ دُكَّ وظَلََّتْ هَيبَةُ الحُصُنِ!

إنِّي لأجرَحُ، يا كاساتُ، يا دِيَمِي أن يَشمَتَ المَوتُ بالباقِينَ كالزِّيَنِ!
حقاً، سَيَغدُو كَدُملُوجٍ بمِعصَمها حَسناءُ لولاهُ لم تُشرِقْ ولم تَكِ
عَتَْبتُ، ربي، عليكَ!.. الشَِعرُ سَيِدُهُ ماتَ! آأمُرِ المَوتَ لا يَقهَرْ ولا يَجِنِ
أأبَى عليه انا تُبلِى أصابِعُهُ مَنْ عًنْ أصابِعهِ السِّحر أنَجنىَ فجُنِي
غَنيِّنَ غَنيِِّنَ… يا كاساتُ، يَذبُحُكُنَّ الشَّوق… غَنيّنَ …. إنَّ الشَّوقَ منه ضُنِي

ألُوذ بالقَبرِ، ما ادري أأعرِفُهُ؟ أمَا مَحَت نَقشَتَيهِ دَمعَةُ المُزُنِ؟
أثورُ! آخُذُ بالصُّلبانِ مِنْ غَضَبٍ أرُدُّهُنَّ واغوَى أسْيُفاً وقُنِي…
يًمُرُ في خاطري رَهطُ الرِّجال مَضَوا وما مَضَوا،تُرَّكاً لي إرثَ مُؤتَمِنِ
لِههنالِكِ هُم سَيفٌ، أنا لِهُنا أفِي بمجدٍ، وبي صَرحُ الوَفاءِ بُنِي

«رُدّي جَمالَكِ» ، يا دنيا، أقُولُ مع الأبطالِ ، «غُرِّي سِوايَ» اليوم ، وأدَّهِني !..
هُم يَدنَقُون ، وهَمِّي النَّارُ أُشعِلُها مِنْ كِسرِ عَظمي، وإن يَنْفَد فَمِنْ كَفَني…

ما المالُ؟… قَولَهُ «لا»… واللهُ ألبَسُهُ بهِ غَنِيتُ وغَيْري بالتُّرابِ غَنِى
سعيد عقل ، (من ديوان كما الأعمدة)

عُنفوانُ
شُغِفتُ أنا بالعُنفُوانِ، خَبَرتُهُ صُنوفاً، وآخاني كما الغَيْمةَ المُزنُ
ولكنَّني للعُنفُوانِ بِمِرقَمٍ تمايَلتُ، قُلتَ الطَّيرُ مال بهِ الغُصنُ
ستَكبُرُ إن تُهزَم لأنَّك في غَدٍ سَتَرجِعُ رُجْعي السَّيفِ طيَّبَهُ السَّنُّ
وما هَمَّ أن مُتنا ولم نَبلُغِ المنُىَ كفى أن مشَينا لا ألتِواءَ، ولا هَدْنُ
غداً في خُطانا يَجْبَهُ الصَّعبَ نَفْسَهُ بَنُونَ هُمُ الأسيافُ، مِقبَضُها نَحْنُ

سعيد عقل

قصائد وأغاني سعيد عقل


قرأت مجدك

شعر: سعيد عقل
غناء: فيروز
ألحان: الأخوين رحباني

  
قرأتُ مجدَكِ في قلبي و في الكُتُـبِشَـآمُ ، ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يَغِبِ
إذا  على  بَـرَدَى حَـوْرٌ تأهَّل  بيأحسسْتُ أعلامَكِ اختالتْ على الشّهُبِ
أيّـامَ عاصِمَةُ  الدّنيا هُـنَا رَبطَـتْبِـعَزمَتَي  أُمَـويٍّ عَزْمَـةَ الحِقَـبِ
نادتْ فَهَـبَّ إلى هِنـدٍ و أنـدلُـسٍكَغوطةٍ مِن شَبا المُـرَّانِ والقُضُـبِ
خلَّـتْ على قِمَمِ التّارِيـخِ طابَعَـهاوعلّمَـتْ أنّـهُ بالفتْـكَـةِ العَجَـبِ
و إنما الشعـرُ شرطُ الفتكةِ ارتُجلَتعلى العُـلا و تَمَلَّـتْ رِفعَـةَ القِبَبِ
هذي لها النصرُ لا أبهى، فلا هُزمتوإن تهَـدّدها  دَهـرٌ مـنَ النُـوَبِ
و الانتصارُ لعَـالي الـرّأسِ مُنْحَتِمٌحُلواً كما المَوتُ،جئتَ المَوتَ لم تَهَبِ
شآمُ أرضَ الشّهاماتِ التي اصْطَبَغَتْبِعَـنْدَمِيٍّ تَمَتْـهُ الشّـمْسُ مُنسَـكِبِ
ذكّرتكِ الخمسَ و العشـرينَ ثورتهاذاكَ النفيرُ إلى الدّنيا أنِ اضْطَـرِبي
فُكِّي الحديدَ يواعِـدْكِ الأُلى جَبَهـوا لدولةِ السّـيفِ سَـيفاً في القِتالِ رَبِي
و خلَّفُـوا قَاسـيوناً للأنـامِ  غَـداً طُوراً كَسِـيناءَ ذاتِ اللّـوحِ والغلَبِ
شآمُ... لفظُ الشـآمِ اهتَـزَّ في خَلَديكما اهتزازُ غصونِ الأرزِ في الهدُبِ
أنزلتُ حُبَّـكِ في آهِـي فشــدَّدَهاطَرِبْتُ آهاً، فكُنتِ المجدَ في طَـرَبِي



أمي يا ملاكي

أمي يا ملاكي يا حبي الباقي الى الأبد
و لا تزل يداك أرجوحتي و لا أزل ولد
يرنو إلى شهر و ينطوي ربيع
أمي و أنت زهر في عطره أضيع
و إذ أقول أمي أفتن بي أطير
يرف فوق همي جناح عندليب
أمي يا نبض قلبي نداي إن وجعت
و قبلتي و حبي أمي إن ولعت
عيناكِ ما عيناكِ أجمل ما كوكب في الجلد
أمي يا ملاكي يا حبي الباقي إلى الأبد


 بحبك ما بعرف

بحبك ما بعرف هن قالولي
من يومها صار القمر أكبر عتلالنا
و صارت الزغلولي تاكل عأيدي اللوز و السكر
بحبك ما بعرف حب لا تشدني بأيدي
عنهر بدنية هنا جديدة و إنغل
لا دخلك هيأتني رح طير مرجحتني بقلبك
تركني بعد بكير بكير تركني حبك يا حلو بحبك

 
يارا


يارا
يارا الجدايلها شقر
الفيهن بيتمرجح عمر
و كل نجمة تبوح بسرارا ... يارا
يارا الغفى عا زندا خيا الزغير
و ضلت تغني و الدني حدا تطير
و الرياح تدوزن وتارا ... يارا
الحلوي الحلوايي تعبو زنودا
و نتفي اصفروا خدودا
و بإيدا نعست الأسوارة
و لمن إجت يارا تحط خيا بالسرير
تصلي يا ربي صيرو خيي كبير
و للسما ديها هاك الدين الحرير
انلمت الشمس و عبت زوارا 

 

مشوار  
مين قال حاكيتو و حاكاني عا درب مدرستي
كانت عم تشتي و لولا وقفت رنخت فستاني
و شو هم كنا صغار و مشوار رافقتو أنا مشوار
و قالوا شلحلي ورد عا تختي و شباكنا بعلا
و شو عرفو أيا تختي أنا و أيا تخت أختي
بيلفقوا أخبار و مشوار يا عيوني مرق مشوار
و قالوا غمرني مرتين و شد شوف الكذب لوين
مرا منيح اتنين؟ و لا ردتو إيدي و لا هو أرتد
شو بيفضحو ا أسرار و مشوار شفتو و ما رجع مشوار
كذبوا مين بيقول كذبوا مين كذبوا مين بيقول كذبوا مين
امبارح بنومي بصرت اني عازندو طرت و الأرض مفروشة كلا ياسمين
إن صح الحلم شو صار و مشوار جينا عالدني مشوار 
 


مرجوحه
بتمرجح بقلبك قلك أنا بحبك
قطف نجوم و قطف ازرعهن بدربك
قلك أنا بحبك أنا حبك
مرجوحتي تودي و شوف القمر حدي
تقلي انت لا تعلي قلك بعد بدي
شوف القمر حدي القمر حدي
يا حلو قلبك طاير فيي و أنتا طاير
شو بعمل تنرجعلو محسود منا و غاير
و قلبي هالملبك يسافر على دربك
و بخيال شي غنيي يقلك انا بحبك أنا حبك 
 


بحبك ما بعرف
بحبك ما بعرف هن قالولي
من يومها صار القمر أكبر عتلالنا
و صارت الزغلولي تاكل عأيدي اللوز و السكر
بحبك ما بعرف حب لا تشدني بأيدي
عنهر بدنية هنا جديدة و إنغب
لأ دخلك هيأتني رح طير مرجحتني بقلبك
تركني بعد بكير بكير تركني حبك يا حلو بحبك 
 


مر بي
مر بي يا واعداً وعداً مثلما النسمة من بردى
تحمل العمر تبدده أه ما أطيبه بددا
رب أرض من شذا و ندى و جراحات بقلب عدى
سكتت يوماً فهل سكتت؟ أجمل التاريخ كان غدا
واعدي لا كنت من غضب أعرف الحب سنى و هدى
الهوى لحظ شآمية رق حتى قلته نفذا
هكذا السيف ألا انغمدت ضربة و السيف ما انعمدا
واعدي الشمس لنا كرة إن يد تتعب فناد يدا
أنا حبي دمعة هجرت ان تعد لي أشعلت بردى
 


 شال
مرخى على الشعر شال لرندلي
هلا هلا به بها بالجمال
من يا حباب الكؤوس من جملك
من فصلك حلواً كحلم العروس
لم ثنية تشتكي ثم تغيب
هم يا حبيب بلوني الليلكي
هم لا تقرب يدا هم بالنظر
أبقي الأثر ما لم يزل موصدا
يا طيب شال تلم عنه النجوم
و بي هموم لأن يرى أو يشم
قيض لي موعد في ظل شال
ترى الخيال سكنى و مستنجد
ما لي سألت الزهر عن منزلي
فقيل لي هناك خلف القمر 


 

لاعب الريشة
لاعب الريشة و هو و أضفر العمر ورود
و هو لي من ليس يهوى لم يزر هذا الوجود
لك هذا الريح عود و الغمامات وتر
دع تبددك الجرود و يجمعك القمر
بي بشعري بالغدائر بالحلى حول يديك
طر و خلي المجد طائر كسر الغار عليه
أنا حبي سيف ظافر حمل الدنيا إليه
سلب البحر الجزائر قال شكيها عقود



لمين الهدية
لمين الهديي اللي جبتا عشيي
فستان المطرز و بلوزة مخملي ... لمين لمين
لمين الحراير لا تقولي
بمغازل الخاطر مشغولي
و بخبي و بخبي و يتعبني حبي
غنيي بقلبي و الهوى بعينيي
بأحلى المواسم مزروعة
عالصباح الحالم عم توعى
و أسوارة و عقودي للحلى مرصودة
و شريطة معقودة عالغرة العسلية 
 


نسمت 
نسمت من صوب سوريا الجنوب

 قلت هل المشتهى وافي الحبيب
أشقر أجمل ما شعثت الشمس أو طيرت الريح اللعوب
شعر أغنية قلبي له و جبين كالسنى عال رحيب
أنا ان سألت أي مضني قالت القامة حبيك عجيب
مثلما السهل حبيبي يندري مثلما القمة يعلو و يغيب
و به من بردة تدفاقه و من الحرمون اشراق و طيب
ويحه ذات تلاقينا على سندس الغوطة و الدنيا غروب
قال لي أشياء لا أعرفها كالعصافير تنائي و تؤوب
هز سماني أنا أغنية ليت يدري انه العود الطروب
من بلاد سكرة قال لها تربة ناي و نهر عندليب
و يطيب الحب في تلك الربى مثلما السيف إذا مست يطيب


 

شام يا ذا السيف

شعر: سعيد عقل
غناء: فيروز
ألحان: الأخوين رحباني

  

شامُ يا ذا السَّـيفُ لم يَغِبِ

يا كَـلامَ المجدِ في الكُتُبِ

قبلَكِ التّاريـخُ في ظُلمـةٍ

بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ

لي ربيـعٌ فيـكِ خبَّأتُـهُ

مِـلءَ دُنيا قلبـيَ التّعِـبِ

يومَ عَينَاها بِسـاطُ  السَّما

والرِّمَاحُ السودُ في الهُدُبِ

تلتوي خَصـراً فأومي إلى

نغمـةِ النّـايِ ألا انتَحِبي

أنا  في ظِـلِّكَ يا هُدبَـها

أحسُـبُ الأنجُـمَ في لُعَبي

طابتِ الذكرى فَمَنْ رَاجِعٌ

بي كما العودُ إلى الطربِ؟

شـامُ أهلوكِ  إذا همْ على

نُـوَبٍ ، ٍقلبي على نُـوبِ

أنا أحـبابيَ شِـعري لهمْ

مثلما سَـيفي وسَـيفُ أبي

أنا صَـوتي مِنكَ يا بَرَدَى

مثلما نَبعُـك مِـن سُـحُبي

ثلـجُ حَرْمُـونَ غَذَانا مَعاً

شامِخاً كالعِـزِّ في القُـبَبِ

وَحَّـدَ الدُنيا غَـداً جَبَـلٌ

لاعِـبٌ بالرّيـحِ والحِقَـبِ


 


سائليني

شعر: سعيد عقل
غناء: فيروز
ألحان: الأخوين رحباني

 

 

سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،

 

كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ

 

وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا

لانثـنى لُبنانُ عِطْـراً يا شَـآمْ

 

ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِـري

 

و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَام

ْ

نُقلةٌ في الـزَّهـرِ أم عندَلَـةٌ

 

أنـتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَام

ْ

أنا إن أودعْتُ شِعْـري سَكرَةً

 

كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ

ردَّ لي من صَبوتي يا بَـرَدَى

 

ذِكـرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَــوَامْ

ليلةَ ارتـاحَ  لنا الحَـورُ فلا

 

غُصـنٌ إلا شَـجٍ أو مُسـتهامْ

وَجِعَتْ صَفصَافـةٌ من حُزنِها

و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ

تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها

عنـدَ ثغـرينِ وينهارُ الظـلامْ

ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي

 

واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ

أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم

 

ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ

أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم

 

ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِ هِشَـامْ

أنا لسـتُ الغَـرْدَ الفَـرْدَ إذا

قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ

أنا حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ


قمـمٌ كالشـمسِ في قِسْـمَتِها

هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ


تَلِـدُ النّـورَ وتُعطِيـهِ الأنَـامْ

 

 


 غنيت مكة
غنيت مكة أهلها الصيدا و العيد يملؤ أضلعي عيدا
فرحوا فلألأ تحت كل سما بيت على بيت الهدى زيدا
و على أسم رب العالمين على بنيانهم كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن صلي لهم أهلي هناك و طيب البيدا
من راكع و يداه أنساتاه أليس يبقى الباب موصودا
أنا أينما صلى الأنام رأت عيني السماء تفتحت جودا
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا و تخصبها إلا و يعطي العطر لاعودا
الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا
و جمال وجهك لا يزال رجا ليرجى و كل سواه مردودا 
 


سيف فليشهر
سيف فليشهر في الدنيا و لتصدع أبواق تصدع
الآن الآن و ليس غداً أجراس العودة فلتقرع
أنا لا أنساك فلسطين و يشد يشد بي البعد
أنا في أفيائك نسرين أنا زهر الشوك أنا الورد
سندك ندك الأسوار نستلهم ذات الغار
و نعيد الى الدار الدار نمحو بالنار النار
فلتصدع فلتصدع أبواق أجراس تقرع قد جن دم الأحرار 
 


قصيدة لبنان
من أين يا ذا الذي استسمته أغصان من أين أنت فداك السرو و البان
إن كنت من غير أهلي لا تمر بنا أو لا فما ضاق بإبن الجار جيران
و من أنا لا تسل سمراء منبتها في ملتقى ما ألتقت شمس و شطآن
لي صخرة علقت بالنجم أسكنها طارت بها الكتب قالت تلك لبنان
توزعتها هموم المجد فهي هوى وكر العقابين تربى فيه عقبان
أهلي و يغلون يغدو الموت لعبتهم إذا تطلع صوب السفح عدوان
من حفنة و شذا أرز كفايتهم زنودهم إن تقل الأرض أوطان
هل جنة الله إلا حيثما هنئت عيناك كل إتساع بعد بهتان
هنا على شاطئ أو فوق عند ربا تفتح الفكر قلت الفكر نسيان
كنا و نبقى لأنا المؤمنون به و بعد فليسع الأبطال ميدان
 


 ردني إلى بلادي
ردني إلى بلادي مع نسائم الغوادي
مع شعاعة تغاوت عند شاطئ و وادي
ردني إلى بلادى
مرة وعدت تاخذني قد ذبلت من بعادي
و أرمي بي على ضفاف من طفولة غدادي
نهرها ككف من أحببت خير الوصادي
لم تزل على وفاء ما سوى الوفاء زادي
حبني هنا حب الحب مالئاً فؤادي
شلح زنبق أنا إكسرني على ثرى بلادي 
 


فتحهن علي
فتحهن علي القمر شو إلو
هول ألف غنيي عيونك يا حلو
جابتلي العصفورة علبي فيها لعب
يوقعوا بجورا بنت و صبي دهب
و اسأل أنا قلبى كيف الدنيي بزورا
تبكي و عا العلبي تغمز العصفورة
صحيح رح حبك خبيلك وخبي
و ما يوجعك قلبك لأ يوجعك قلبي
إلك أنا و من هالورد يسألك
شو الزهر يفنى الزهر أبقى أنا إلك


 من روابينا القمر
من روابينا القمر جاءه أمله خبر
جايلته رندلى و دمى الحسن الآخر
طالما فاجئنه حافيا فوق الزهر
مزقت من ثوبه نزوات لا تذر
هم ما هم و من غزلنا يكسى القمر
العذارى حوله في الربى عقد شرر
ضحكة طافرة و نشيد في الأثر
و المساء المنتحي بعد هاتيك الصور
ذاهل شال به صوتنا المختكر
و الروابي نهضت فوق تجوال النظر
يا ترى العمر قمر


  عمبحلمك

عمبحلمك

يا حلم بالبنان

انت الهدايا بالعلب

و الكاس شى انه انسكب

و الكان بالبال

و ما عاد مكان

وضاع

عم بكتبك بالنار

بقلام صكت لوز

قلهم لأهلك يرجعوا

للخير الكتير و المال

و بايدهم هالكون

بتغيب بتعود الدنيا تسمع

صوت الضباب

ع صوتك

بين ارز و كان

النجمه تهدا يوم

ما كل بطل

ها مثله مالون

قالوا أجل لا تصدق الفردان

بعده بايده سيف

ع السيف يرجع لك

لبنان

راجع تاتحلى بينه

تراب الحنان

مش بعدها لرجلين تتكسر

يتكسروا و يبقى الزمان

يا لبنان

وينك بتطل هالسماء

منحوت مثل هالشمس

كل يوم اكثر من أمس

ضحكه ع جرحك بلسمه

وعاد

عمبحلمك يا حلم يا لبنان

انت الهدايا بالعلب

و الكاس شى انه انسكب

و الكان بالبال

و بعدما كان .. يا لبنان


عمان أو هذا الضحى
هذا الضحى العمر إنتشى و صحا كالحب طاب الحب ذات ضحى
يسألنني فيه صفيه لنا سمي رفضت السر مفتضحا
الله في فرح نعانقه ليلاً و بعد نعيشه صبحا
غنت به الورقاء تعطفه و سما به النسر الذي جمحا
و تمر عمانية فمها من أقحوان أو ندى و ضحا
ترمي إلي سؤالها أترى تدرين من حبي و من جرحا
لقياه لي كانت على طلل صخر به من أهلي الصرحا
و شعاف عمان تطالعنا قلت البطولة وهجها لفحا
و تزيد سمح هوى حبيبي ما إستعلى و لكن إن أثير محا
و له شهامات الكرام فما خان العلى أو بددا النصحا
و تقول إما ضمني فهوا الصحراء جمع و الندى إجترحا
و تروح عمانيتي و سنى العينين يزرع دربها فرحا
أواه يا أردن أنت لها مصراع باب الشمس و إنفتحا
 


خذني بعينيك

شعر: سعيد عقل
غناء: فيروز
ألحان: الأخوين رحباني

 

 

طالَتْ نَوَىً وَ بَكَى مِن شَـوْقِهِ الوَتَرُ

خُذنِي بِعَينَيكَ وَاهْـرُبْ أيُّها القَمَرُ

لم يَبقَ في الليلِ إلا الصّوتُ مُرتَعِشاً

إلا الحَمَائِمُ، إلا الضَائِـعُ الزَّهَـرُ

لي فيكَ يا بَرَدَى عَهـدٌ أعِيـشُ بِهِ

عُمري، وَيَسـرِقُني مِن حُبّهِ العُمرُ

عَهدٌ كآخرِ يومٍ  في الخـريفِ بكى

وصاحِباكَ عليهِ الريـحُ والمَطَـرُ

هنا التّرَاباتُ مِن طِيبٍ و مِن طَرَبٍ

وَأينَ في غَيرِ شامٍ يُطرَبُ الحَجَرُ؟

شـآمُ أهلوكِ أحبابي، وَمَـوعِـدُنا

أواخِرُ الصَّيفِ ، آنَ الكَرْمُ يُعتَصَرُ

نُعَتِّـقُ النغَمَاتِ البيـضَ نَرشُـفُها

يومَ الأمَاسِي ، لا خَمرٌ ولا سَـهَرُ

قد غِبتُ عَنهمْ وما لي بالغيابِ يَـدٌ

أنا الجَنَاحُ الذي يَلهـو  به السَّـفَرُ

يا طيِّبَ القَلـبِ، يا قَلبي تُحَـمِّلُني

هَمَّ الأحِبَّةِ إنْ غَابوا وإنْ حَضِروا

شَـآمُ يا ابنةَ ماضٍ حاضِـرٍ أبداً

كأنّكِ السَّـيفُ مجدَ القولِ يَخْتَصِرُ

حَمَلـتِ دُنيا عـلى كفَّيكِ فالتَفَتَتْ

إليكِ دُنيا ، وأغضَـى دُونَك القَدَرُ


يا شام عاد الصيف

شعر: سعيد عقل
غناء: فيروز
ألحان: الأخوين رحباني

 

يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ

صَـرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ

أصـواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعـدُ غَـدٌ يُتَاحُ

كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا

فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ

وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ

يا حُـبُّ تَمْنَعُني وتَسـألُني متى الزمَنُ المُباحُ

وأنا إليكَ الدربُ والطيـرُ المُشَـرَّدُ والأقَـاحُ

في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ

أهـلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّـدَتْنا وَالسَّـمَاحُ

وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا

يا شَـامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُـكِ الرِّمَاحُ


حملت بيروت

شعر: سعيد عقل
غناء: فيروز
ألحان: الأخوين رحباني

 

 

حَمَلْتُ بَيْروتَ في صَوتِي وفي نَغَمِـي

وَحَمَّلَتْنِـي دِمَشْـقُ السَّيْفَ في القَلَـمِ

فَنَحْـنُ لُبْنَانُ ، وِكْـرُ النَّسْـرِ دَارَتُنا

والشَّـامُ جَارَتُنـا، يا جيـرَةَ الهِمَـمِ

مِـنْ ها هُنا نَسَـمَاتْ المَجْدِ لافِحَـةٌ

وَمِـنْ هُنالكَ رَايـاتٌ علـى القِمَـمِ

أنا على الدَّرْبِ يا وادي الحَرير هَوىً

بَيْـنَ الحَبيبَيْـنِ ما  قَلْبـي بِمُنْقَسِـمِ

أفْـدِي العُيـونَ الشَّـآمِيَّاتِ نَاعِسَـةً

بالنَّوْمِ هَمَّـتْ عَلَـى حُلْـمٍ وَلَمْ تَنَـمِ

هُنَّ اللّوَاتي جَرَحْنَ العُمْرَ مِنْ شَـغَفٍ

وَطِـرْنَ بي نَغَمَاً  يَبْكـي بِكُـلِّ فَـمِ

قلبي مِنَ الحُـبِّ كَـرْمٌ لا سِـياجَ لَهُ

نَهْـبُ الأحِبَّـةِ مِنْ سَـاهٍ وَمِنْ نَهِـمِ

ويا هَـوىً مِنْ دِمَشْـقٍ لا يُفَارِقُنِـي

سُكْنَاكَ في البَالِ سُكْنَى اللّوْنِ في العَلَمِ


 

رجاء : للإستماع إلى البرامج الصوتية والمرئية يجب عليكم تنزيل و تثبيت البرنامج المجاني ريل بلير
Real Player
إذا لم يتوفر لديكم هذا البرنامج اضغطوا هنا للحصول عليه

رجاء : للإستماع إلى البرامج الصوتية والمرئية يجب عليكم تنزيل و تثبيت البرنامج المجاني ميديا بلير
Windows Media Player
إذا لم يتوفر لديكم هذا البرنامج اضغطوا هنا للحصول عليه