مقابلة مع جريدة الوطن القطرية / محمود السيد الدغيم: 1-3
العدد: 6658 / 22 محرم 1435 هـ / 25-11-2013م
أجرت الحوار: إلهام الكواري
القضيتان السورية والبوسنية متشابهتان
العدو نفسه ولو غيّر ثيابه
مقابلة مع جريدة الوطن القطرية / محمود السيد الدغيم: 1-3
العدد: 6658 / 22 محرم 1435 هـ / 25-11-2013م
أجرت الحوار: إلهام الكواري
القضيتان السورية والبوسنية متشابهتان
العدو نفسه ولو غيّر ثيابه

الدكتور محمود السيد الدغيم أمين عام التجمع الوطني السوري الحر المعارض وعضو المكتب التنفيذي لمؤتمر الإنقاذ السوري المعارض، وعضو المكتب التنفيذي لمجلس أمناء الثورة السورية يرفض في الحوار التالي معه إخضاعِ الشعبِ السوريِّ، وإرضاخه لِحُلولٍ مُستورَدَةٍ، ويرى أن هناك تشابها بين القضية السورية والقضية البوسنية، ويتحدث هذا السياسي السوري المعارض، والشاعر والمؤرخ والباحث الأكاديمي في مركز الدراسات الإسلامية، كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندنSOAS عن بعد تاريخي للأزمة في بلادة كاشفا المؤمرات الغربية التي تحاك ضد سوريا. والدكتور محمود السيد الدغيم مولود في بلدة جرجناز، منطقة معرة النعمان، محافظة إدلب، وهو يقيم ما بين العاصمة البريطانية لندن وإستانبول التركية وذلك بعد خروجه من سوريا منذ سنة 1983م.


وفي ما يلي تفاصيل الحلقة الأولى من الحوار:

كيف ترى ما يحدث في سوريا داخليا وخارجيا؟

-إن ما يحدث في سوريا هو حلقة متصلة بسلسلة من حلقات التاريخ التي لعبت فيها الجغرافيا دوراً أساسياً، وبمعنى أوضح: موقع سوريا الجغرافي الاستراتيجي جلب إليها الطامعين بأرضها الطيبة المقدّسة «أرض الرسالات السماوية»؛ والراغبين بالتمتُّع بمناخها المُمَيّز بالفصول الأربعة، وتَحَكُّمها بالطرقات الواصلة بين آسيا وأوروبا ولاسيما طريق الحرير، وطريق إفريقيا المتصل بصحراء سيناء، عطفاً على طريق اليمن المتصل برحلة الشتاء والصيف.
وباختصار: إن الموقع الجغرافي المركزي جذب إلى سوريا الكُبرى الطامعين من مختلف الأمم من فراعنة مصريين، وأكاسرة فُرس أعاجم، ومغول وتتار، وقياصرة رومان ويونان وفِرنجة وروس، فقد شهدت سوريا الكثير من الموجات البشرية العابرة المُتغلِّبة مما كان ومازال يدفعُ السوريين إلى خوض غمار حروب التحرير رُغم قوّة الغُزاة الذين كانوا يتحالفون لاقتسام الغنائم السورية؛ مثلما حصل من تحالف المغول مع الصليبيين في حروب إسقاط الخلافة الإسلامية العباسية التي أسفرت عن سقوط بغداد سنة 656 هـ- 1258م، ومثلما حصل من حروب جرّاء التحالُف «الفارسي الباطني الصفوي الإيراني مع البابوية الكاثوليلكية، والبطركية الروسية الأرثوذكية»، الذي خاض العديد من المعارك الكبرى ضدّ الخلافة الإسلامية العثمانية حتى تمّ إسقاطها بالحرب العالمية الأولى في بدايات القرن الماضي، مما أدى إلى تقاسم العالم الإسلامي بناء على اتفاقية سايكس بيكو الموقعة سنة 1916م. وأطلقوا على ما فعلوه مصطلح: «تقاسُم تركة الرجل المريض» بعدما قتلوه، ونصّبوا عُصبة الأمم كوصيٍّ يُشَرْعِنُ جرائم الحلفاء بموجب ما يُسمَّى القانون الدولي، وتتابعت التراجيديا؛ فكانت الحرب العالمية الثانية التي أسفرت عما يُسمى بـ «النظام العالمي الجديد» الذي استَبْدَلَ وِصايةِ «عُصبَةِ الأُمم» بوصاية «ِمُنَظَّمَة الأُمَمِ الْمُتَّحِدَة» التي تتحكّم بها الدول الخمس المنتصرة بالحرب العالمية الثانية؛ من خلال تَمَتُّعِها بحقّ النقض «الفيتو»، والتي لم تنفّذ إلا القرارات التي تُلْحِقُ الأذى بالمسلمين السُّنَّة خاصةً؛ دون بقية الأديان والمِلل والنِّحل، وقد شرعنت الأممُ المتحدة ضياعَ فلسطين سنة 1948م، وكرّست احتلال عربستان، وسكتت عن احتلال إيران لِجُزُرِ دولة الإمارات العربية المتحدة أيام الشاه؛ ثم الخميني، ومَن يبحث بِمُقررات «مُنَظَّمَة الأُمَمِ الْمُتَّحِدَة» التي تمّ تنفيذُها لن يَجِدَ قراراً واحداً لصالِحِ المسلمين السُّنَّة الذين شرَّدهم الشيوعي «ستالين» من على ضفاف نهر الفولغا، والمسلمين الذين هُجِّروا من البلقان، والمسلمين الذين ظُلِمُوا في كمبوديا والفيتنام وتايلاند والفلبين وبورما.


ما أريدُ قوله: إنَّ ما يجري في سوريا؛ «بعد عربستان وفلسطين والعراق والسودان ولبنان واليمن»؛ هو حلقة من حلقات سلسلة حروب «التحالف الصهيوني الصليبي الصفوي العالمي» ضدّ المسلمين السُّنَّة التي لم تتوقف عَبْرَ الزمن، وهي لن تتوقف عند الحدود السورية، بل سوف تَمْتَدُّ إلى أقطارٍ إسلاميةٍ سُنّيّة أُخرى؛ تحت سمع وبصر وإدارة «مُنَظَّمَة الأُمَمِ الْمُتَّحِدَة». ولا يقتصرُ ارتكابُ الجرائم بِحَقِّنا مِن قِبَل الحلفاء الخارجيين، بل يشتركُُ معهم عُملاؤهم الداخليون المحليون، وأوضحُ دليلٍ على ذلك هو التعاون القائم بين إيران وما يتبعها من أحزاب شيعية في لبنان والعراق واليمن وسوريا؛ وغيرها من البلدان العربية. ورغم أن الأحزاب الشيعية تُمارسُ الإرهابَ فإنَّ «مُنَظَّمَةَ الأُمَمِ الْمُتَّحِدَة» تَغُضُّ الطرفَ عنها، ولا تَستنفِرُ أجهزتَها و «مَجْلِسَ أمنِها» إلاّ ضِدَّ المسلمين السُّنَّة الذين يخوضون معاركَ غير مُتكافئة للدفاعِ عن وُجُودِهِم. هناكَ ثلاثةُ ملايين طِفلِ مِن غير مدارس.. و 14 مليوناٍ مشردون..

ماذا يريد النظام الحالي من الشعب السوري؟؟.

- هذا سؤال مهمّ، وجوابي عليه مَعْطوفٌ على جوابِ السؤالِ الذي قَبْلَهُ،
وبِمعنى أوضح. إنَّ السلطات الحاكمة في سوريا، تُنفِّذ ما يريد «النظام العالمي الجديد» القائمُ على اشتراك

«تحالف «ص» مُخمّس
يتكوَّن من: الصهاينة والصليبيين والصفويين والصينيين والصقالبة: الروس»
والسلطات المتحكّمة في سوريا هي قواتٌ تابعة للاحتلالِ الطائفي الشعوبي الإيراني بشكلٍ مُباشر، وتابعةٌ للتحالف الْخُماسي بشكلٍ سرِّيٍّ غير مباشر، وتحقيق الأحلام الإيرانية بإعادة إنتاج إمبراطورية فارسية كُسروية هو السببُ الأساسيُّ لكُلِّ ما يَحصلُ مِن تخريبٍ ودمارٍ في المنطقة الواقعة ضِمْنَ إطارِ مَا يُعرَفُ بالهلال الشيعيِّ «من باكستان شرقاً إلى لُبنان غرباً»، مُرُوراً بِما يُجاور منطقةَ الْهِلالِ مِن مناطق. وَتَحْقِيْقُ الحلمِ الفارسيِّ يتقاطَعُ مَصْلَحياً مع حِمايةِ إسرائيل القائمِة على تفتيتِ المنطقة العربية، كَما يَتَّفِقُ مع المشاريعِ الأميريكية مثل: «مشروع العولمة» القائم على هَدْمِ الحدودِ الموروثة مِن الحربين العالميتين الأولى والثانية. و«مشروع الشرق الأوسط الكبير» الرامي إلى إنشاءِ ولايات كرتونية تابعة للخارج بَدَيلاً عن الدُّول الحالية، و«مشروع الفوضى الخلاقة» الرامي إلى هَدْمِ ما هُو كَائِنٌ مِن بُلدان العرب والمسلمين لإنشاء ما يَجِبُ أنْ يكونَ مَحَلّهُ حَسْبَ ما تريده الولاياتُ المتّحِدَةُ الأميركية التي تُريدُ أنْ تكونَ إسرائيل أقوى دولةٍ في هذه المنطقة.

والأمثلةُ واضحةٌ ومنها: احتلالُ وتمزيقُ فِلسطين، وانفصالُ بنغلادش عن باكستان، وشَرْذَمَةُ البوسنة والهرسك، وتقسيمُ السودان، وتمزيقُ العراق وليبيا، وإفشالُ الثورة المصرية، وإجهاضُ الثورة التونسية، وتركُ سوريا تَنْحَدِرُ نحو الدمارِ والتقسيم والدولة الفاشلة. بينما يَتِمُّ توحِيدُ الدولِ غَيْرِ العربية؛ وغير الإسلامية، ودليلُ ذلك قيامُ الاتحاد الأوروبي الذي يَجْمَعُ العديدَ من الدياناتِ والقوميات ماعدا الإسلامية، ومن هذا المنطلق يرفضون قبول تركيا والبوسنة وألبانيا في الاتحاد الأوروبي. ومجُرياتُ الأحداثِ تُؤكِّدُ أنَّ ما يجري في سوريا يكشِفُ عن تعاونٍ أميركي إيراني «تحت الطاولة» ضِدَّ الثورة السورية، رغم ادِّعاء أميركا بالصداقة الوهمية للشعب السوري، فَلَوْ كانت الولاياتُ المتحدة صادقةً مع الشعب السوري كَصِدْقِ إيران مع نظام عُملائها في سوريا لانتصرت الثورةُ السوريةُ مُنْذُ السَّنةِ الأولى،

وبصراحةٍ أكثر: إنَّ الفِيتو الروسي ظاهرا؛ً هو فيتو أميركي باطناً، ومُقارنة سريعة بين ما جرى في ليبيا، وما يجري في سوريا تُثْبِتُ هذه الحقيقةَ الْمُرَّةَ. فالثورةُ السورية تُحارَبُ لأنَّها ثورةُ الأمَّةِ الإسلاميةِ السُّنِّيَّة ضِدَّ نظامٍ طائفيٍّ باطنيٍّ «نُصيريٍّ- عَلَوِيٍّ» يُوالي إيرانَ الطائفية الباطنية وغيرَها.
إنَّ إقامةَ ولاياتٍ طائفية في سوريا هي التي تَطَلَّبَت دَمارَ ملايين المنازل والمدارس، كما تطلَّبَت تَهجيرَ ونُزوحَ نصْفِ سكانِ سوريا؛ داخِلَ سوريا وخارجَها، وهذا مُخطَّطٌ إجراميٌّ مدروسٌ ومُمَنْهَجٌ مِن أجْلِ فَرْزٍ سُكاني طائفيٍّ وقوميٍّ يُمهِّدُ لِقِيامِ الولاياتِ السورية الموعودة.

أنت ذكرت البوسنة والهرسك، فما أوجه الشَّبَه بين قضية البوسنة والهرسك والقضية السورية؟

-أهم أوجُه الشبهِ بين قضيةِ البوسنة والهرسك؛ والقضية السورية هي المجازرُ؛ والتنجِيسُ العِرقي، والتهجير والاغتصاب، وتدمير البيوت والتقسيم، إنَّ الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءَها هُم الذين أداروا لُعبةَ قضيةِ البوسنة والهرسك، وهُم يُديرون نفسَ تلك المخططات الجهنمية في سوريا في عهد القُطب العالمي الوحيد؛ الذي يتحكم بالعالم، فهؤلاء الحلفاءُ هُم الذين فرضوا ما يريدون في البلقان، إذ قاموا بتقسيم البوسنة والهرسك إلى دولة مركزية، تتبعُها دُويلةٌ لصربِ البوسنة، ودويلةٌ لكُروات البوسنة، ودويلةٌ للبوشناق، وتركت منطقة «سنجق نوفي بازاري» تابعة لصربيا، بينما فصلت إقليمَ كوسوفو الأرنؤوطي؛ دُوْنَ مُراعاةٍ لِمَطالبِ السُّكان المحليين الأصليين. وتقسيمُ البوسنة والهرسك تمّ على أُسُسٍ عرقية قومية: بوشناق؛ أرنؤوط، صرب، كروات. وأُسُسٍ دينية: إسلامية، مسيحية، أرثوذكسية وكاثوليكية. ونموذجُ البوسنة هو النموذجُ المطروحُ للتطبيق في سوريا؛ بسبب وجُود التنوُّع القومي والديني.
والدليلُ على ما نقولُ هو التشابُهُ بين القضية البوسنوية، والقضية السورية، فإنَّ العالمَ قد ترَكَ المسلمين البوشناق تَحْتَ القتل من سنة 1990 حتى سنة 1995م، مما أجبرهم على القبول بالحلول المجحفة التي أدّت إلى تقسيم دولتِهِم إلى كانتونات طائفية وقومية، وهذا ما يَحصلُ في سوريا مُنذُ مارس سنة 2011م، وحتى الآنَ مِنْ قتْلٍ ونُزوحٍ ولُجُوءٍ وجُوعٍ وحِصارٍ في سبيلِ إخضاعِ الشعبِ السوريِّ، وإرضاخِهِ لِحُلولٍ مُستورَدَةٍ تقبلُها مُعارضةُ الخارج، وتُفْرَضُ بالقوّة الغاشِمةِ الخارجية على ثوار الداخل السوري.

هل مِنْ تشابُهٍ بين ما قامتْ به الأممُ المتحدة مِن أدوارٍ في البوسنة والهرسك سابقاً؟، وفي سوريا لاحقاً؟

- لقد أكملت الثورةُ السوريةُ ثلاثَ سَنواتٍ إلاّ رُبعاً من عمرها، منذُ مارس 2013م، وأسفرتْ عن أكثر من نصف مليون شهيد ومُعاق، وعن تدميرِ أكثر من ثلاثة ملايين منزل. وهروبِ أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ومقيم في دول الجوار، وغيرها من دُوَل الشتات السوري، وهنالك أكثر من عشرة ملايين نازح داخل سوريا؛ قد تركوا بيوتَهم المدمَّرة، والمعرَّضة لنيران شبيحة النظام الباطني الطائفي وسيطرته، ورُغمَ هَوْلِ الكارثة، فإنَّ النظامَ مازالَ مُستمراً بقتْلِ المدنيين المسلمين العرب السُّنَّة خاصّةً؛ بكل أنواع الأسلحة بما فيها تلك المحظورة التي لم يستخدمها النظامُ ضدَّ إسرائيل،

ورغم أنَّ ما يَحْصلُ هو جَرائِم ضِدَّ الإنسانية، وجرائم حربٍ، فإنَّ «الأمم المتحدة»، و«الجامعة العربية»، و«منظمة التعاون الإسلامي»؛ و«منظمة عدم الإنحياز» كلّها قد اكتفت حتى الآن بتصريحاتِ التنديدِ أو الاستنكارِ والشجب والإدانة الشفوية عَبْرَ وسائلِ الإعلام، وفي المهرجانات الخطابية. دُوْنَ اتخاذِ أيِّ موقفٍ عَمَلِيٍّ لإيقافِ المأساة وفكِّ الحصار عن السوريين المسلمين السُّنَّة الذين يموتون عَطشاً وجُوْعاً وقَصْفاً بكُلِّ أنواعِ الأسلحة المحرَّمةِ دولياً.
وقد قامتْ دول الجوار السوري بتسهيل تقسيم سوريا، وذلك بِفَتْحِ الحدود أمام اللاجئين للخروج من سورية، ومَنْعِ وصولِ الإغاثة إلى المناطق المحرَّرة داخل سوريا، وإغلاق الحدود بوجه الاحتياجات العسكرية النوعية التي يحتاجُها الثوار السوريون لحسم المعركةِ، وإسقاطِ النظام، وإفشالِ مشروع التقسيم التآمري.

هل من أدلة على هذه القضايا أم هي مجرد استنتاجات تحليلية؟

- إن مَنْ يراقب تتابُعَ الأحداث منذ بدايةِ الثورة السورية وحتى الآن، يلاحظُ أنّ الدوائرَ العربيةَ والعالمية، ووسائلَ الإعلام الْمُسيّسة لا تتحدَّثُ إلاّ عن حُقُوقِ الأقلياتِ في سوريا قَبْلَ وبَعْدَ سُقوطِ النظام الباطني الشمولي الديكتاتوري الحاكم، ولكنها تتجاهلُ مأساةَ المسلمين السُّنَّة، وتتجاهلُ حقوقَ الأكثرية المسلمة السُّنِّيَّة في سوريا رغم أنها تتعرَّضُ للإبادةِ والتهجير يومياًّ، وقَبْلَ قيامِ الثورة السورية سنة 2011م، هيأت سُلطاتُ النظام عوامِلَ تقسيمِ سوريا، وذلك من خِلال تَبَنِّيْ الطائفية الباطنية، وزَرْعِ الأحقاد بين مُكوِّنات المجتمع السوري، والقضاءِ على عوامِلِ العيش المشترَك، والْعَمَلِ على تهجيرِ المسلمين السُّنَّة من سوريا؛ وذلك بالتخويفِ والإرهابِ جَرَّاء توجيهِ تُهمَةِ الانتسابِ إلى حزب الإخوان المسلمين المحظور، والذي يجوز في سوريا المحتلة إعدامُ مُنتسبيه بموجب القانون: 49 لعام 1980م.

هل قامت السلطات السورية بحملات تضليلٍ حول التركيبة السكانية في سورية؟

- نعم لقد دَأَبَت السُّلطاتُ الْمُتحكِّمةُ في سوريا قَبْلَ الثورةِ على نَشْرِ إحصائيات وَهْمِيّة تُوحي بِقِلَّةِ عددِ المسلمين السُّنَّة في سوريا، وتَضْخِيْمِ أعدادِ بقية الطوائف، حتى ادَّعَوا بأن المسلمين السُّنَّة العرب في سوريا هُم أقلية تَقِلُّ عن خَمِسِين في المائة من عددِ سُكانِ سوريا. ولو عُدْنَا إلى جداولِ الإحصائيات السورية قَبْلَ انقلاب البعث سنة 1963م لوجدنا أنَّ نِسبةَ المسلمين السُّنّة في سوريا تزيدُ على ثمانين بالمائة، ونِسبةَ جَمِيْعِ الأقليات الأخرى لا تَصِلُ إلى عِشرين بالمائة مُجتمعةً، فَجَدْاوِلُ الإحصاءِ السابقة كانت تُدَوِّنُ الدِّينَ والمذهبَ والقوميةَ والجنسَ وغيرَ ذلك، والمجموعات الإحصائية القديمة والحديثة مُتوافِّرَةٌ للباحثين في مًكتبةِ كُلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، وهي وثائق تاريخية.

وماذا فعلت السلطاتُ السوريةُ بعد الثورة لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى تغيير التركيب السكاني؟

- بعد قيام الثورة السورية اتّبعَ النظامُ الشمولي الديكتاتوري أساليبَ الإبادةِ الْمُمَنهجةِ الوحشيةِ مصحوبةً بكلِّ ما يُؤدِّي إلى النزوح واللجوء، وترْكِ المنازلِ والفرارِ مِن مناطِقِ سَيطرةِ النظام، وأسْوَأ تلك الأساليب كان ومازال يَتَمَثَّلُ: بالاغتصابِ للبنات والأطفالِ والرجالِ أيضاً، وَذَبْحِ الأطفالِ والنساءِ، مثلما حَصَلَ في مجازر: «القِبَيْرِ والتِّرَيْمِسَة والْحُوْلَةِ وبابا عمرو وتل كَلَخ والبيضاء التابعة لبانياس وجسر الشغور»، ومجازر الأسلحة الكيماوية في غوطتي دمشق وخان العسل، وغير ذلك الكثير من أعمال الإرهاب.
لقد كان ومازال الهدفُ من القتل والاعتقال والتعذيب والاغتصاب وهَدْمِ المنازل؛ هو نفْسُ الهدف لدَفْعِ السُّكانِ إلى الهجرة والنزوح واللجوء، وقد أسْفَرَ إرهابُ النظام عن لُجُوءِ أكثر من مليون مسلم سُنِّي عِربي من حوران إلى الأردن وغيره، ولُجوءِ أكثر من مليون مُسلمٍ سُنِّيٍّ إلى لُبنان من الساحل السوري ومحافظتي حمص وحماة، ولجوء أكثر من مليون إلى تركيا من عموم المحافظات السورية، ولا سيما حماة وحلب وإدلب والرقة ودير الزور والحسكة، وهؤلاء من اللاجئين المسجلين رسميا في المخيمات، وهنالك أكثر من مليونين ونصف من السوريين الذين غادروا سوريا إلى بلدان الشتات، وهم من ميسوري الحال غير المحتاجين إلى اللجوء في مخيمات تَمْتَهِنُ إنسانيةَ الإنسان. ولكن الفقراء يركبون قواربَ الموت يومياًّ على أمل الوصول إلى أوروبا بَعْدَ رَفْضِهِم من الدول العربية والإسلامية.
*******************
محطات 2011 - 15-16 مارس: تجمعات في دمشق تحت شعار «سوريا بلا استبداد». جرى قمع تظاهرات عدة ضد الحكم في دمشق ودرعا (جنوب). والنظام تحدث عن وجود «جماعات إرهابية مسلحة سلفية».

- 23 مارس: سقوط ما لا يقل عن مائة قتيل أثناء قمع تظاهرات في درعا مهد حركة الاحتجاج في الجنوب السوري. وقد بدأت الحركة فيها بعد توقيف طلاب اشتبه بأنهم كتبوا شعارات مناوئة للنظام على جدران المدينة. ومن أبريل إلى يوليو امتدت الحركة الاحتجاجية وتشددت مع دعوات إلى سقوط النظام.

- 30 يوليو: إنشاء الجيش السوري الحر. دعا باراك اوباما وحلفاؤه الغربيون الأسد إلى التنحي. وفرضت سلسلة عقوبات منذ ذلك الحين على النظام السوري وقادة من الحرس الثوري الإيراني متهمين بمساعدته على قمع الحركة الاحتجاجية. 

2012 - الأول من مارس: الجيش يسيطر على بابا عمرو معقل المعارضة في حمص (وسط)، بعد أسابيع من الحصار (مئات القتلى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان).

- 16 يونيو: مراقبو الأمم المتحدة- المكلفون بموجب خطة الوسيط الدولي كوفي انان بمراقبة وقف لإطلاق النار تم تجاهله كليا- يعلقون عملياتهم.

- 30 يونيو: اتفاق في جنيف بين القوى العظمى على انتقال سياسي لكنه يبقي الغموض بشأن مصير الرئيس الأسد. وبقي حبرا على ورق. - 3 يوليو: منظمة هيومن رايتس ووتش تندد بما اسمته «أرخبيل التعذيب» مع عشرات ألاف المعتقلين. 

- 17 يوليو: المسلحون المعارضون يشنون معركة دمشق لكن الجيش يصدهم بهجوم مضاد. ومنذ ذلك الحين يقصف الجيش بالطيران والمدفعية الثقيلة جيوب المعارضة في الريف.

- 18 يوليو: مقتل أربعة مسؤولين أمنيين كبار بينهم صهر الأسد في اعتداء في دمشق.

- 19 يوليو: فيتو روسي صيني (ثالث) في الأمم المتحدة يجمد قرارا يهدد النظام بعقوبات.

- 28 يوليو: الجيش يشن هجوما على حلب (شمال) ثاني مدن البلاد.

- 2 أغسطس: استقالة كوفي أنان ليحل مكانه الأخضر الابراهيمي.

- 11 نوفمبر: إنشاء الائتلاف الوطني للمعارضة.

2013 - 26 يناير: حلف شمال الأطلسي يعلن أن صواريخه الباتريوت الأولى على الحدود السورية التركية باتت عملانية.

- 21 فبراير: سقوط 83 قتيلا على الأقل في اعتداءات التي شهدت في الأشهر الأخيرة هجمات دامية اعلن الجهاديون في جبهة النصرة مسؤوليتهم عنها.

- 28 فبراير: واشنطن تعلن مساعدات مباشرة غير قاتلة للمعارضين المسلحين.

- 6 مارس: المقاتلون المعارضون الذين يسيطرون على جزء كبير من شمال البلاد، يستولون على الرقة المدينة الأولى والوحيدة الخاضعة لسيطرتهم.

- 3 و5 مايو: إسرائيل تشن غارتين جويتين على أهداف عسكرية بالقرب من دمشق وتقول إن الهدف منهما هو منع نقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني المقرب من دمشق.

- 28 مايو: الاتحاد الأوروبي يرفع الحظر على الأسلحة للمقاتلين المعارضين.

- 4 يونيو: فرنسا تتهم النظام السوري باستخدام غاز السارين على الأقل مرة واحدة. وواشنطن تطالب بمزيد من الأدلة.

- 5 يونيو: لندن تؤكد امتلاكها لأدلة «مادية» على استخدام هذا الغاز «على الأرجح» من قبل النظام. باريس تؤكد أنها «لن تتخذ قرارا أحادي الجانب ومعزولا من جانب فرنسا.. الأمر اصبح في ايدي المجموعة الدولية».
النظام يسيطر بمساعدة حزب الله على مدينة القصير الاستراتيجية (وسط). والجيش السوري يتوعد «بضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر» من البلاد. والمعارضة تقول «إن الثورة ستستمر».

***************************

مقابلة مع جريدة الوطن القطرية / محمود السيد الدغيم
25/ 12/ 2013م
القضيتان السورية والبوسنية متشابهتان
العدو نفسه ولو غيّر ثيابه

http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?cat=report&d=20131125


http://watanepaper.com/data/20131125/pdf/a_alwatan.pdf
******

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=248555005309865&id=214880202010679&substory_index=0