زخارف الحرف اليدوية في العالم الإسلامي، الأرابسك

عنوان الكتاب: زخارف الحرف اليدوية في العالم الإسلامي، الأرابسك

د . محمود السيد الدغيم

نشرت الطبعة الأولى من الكتاب سنة 2003م، وصدرت عن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (ارسيكا) الذي شارك برعاية الندوة مع كل من وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، ومنظمة اليونسكو - باريس، ومؤسسة مشارق الدولية - لصاحبها الشيخ عبد العزيز كامل. ويقع الكتاب في 656 صفحة من القطع الكبير، وتمتاز طباعته بالأناقة على الورق المصقول، وما تضمنه من الرسوم واللوحات والزخارف الملونة.

ويضم الكتاب أعمال الندوة الدولية الأولى حول آفاق تنمية فنون الزخرفة في حرف العالم الإسلامي اليدوية (الأرابسك) التي عُقدت في العاصمة السورية دمشق في الفترة الممتدة من الخامس إلى العاشر من شهر كانون الثاني/ يناير سنة 1997م، وتوزعت على ست عشرة جلسة.

واشتملت أعمال الندوة على كلمة الافتتاح للدكتورة نجاح العطار وزيرة الثقافة السورية سابقا، والكلمة بعنوان: القيمة الفنية للحرف اليدوية في حضارتنا وتاريخنا ومستقبلنا، وجاء في الكلمة: "إن التراث الزخرفي العربي شهد عصره الذهبي منذ فجر الإسلام، وكانت الزخرفة آنذاك تتناول التشكيلات الهندسية والكتابية والنباتية، وكانت زخرفة الأشجار والأغصان والزهور المختلفة مادة تزينية في الكتب، وخصوصا الدينية منها، ومادة تزينية في السقوف والجدران والأحواض، ومادة تزينية أساسية في الخط العربي، الذي ظل يتطور ويتخذ أشكاله الفنية والجمالية في الرسم حتى أيامنا هذه، وكان الأرابسك ماثلا في كل مظاهر الحياة الفنية، وحتى مع التكرار في الوحدات الزخرفية، فإن الإيقاع الفني تميز بالانسجام والانتظام، وكذلك بالحرص على أنساق من التزيين، فيها الهدوء والراحة اللذان يبعثان في نفس الرائي الفرحة الجمالية، والسعادة الداخلية المهدهدة للأحاسيس الاطمئنانية الأكثر انسرابا في الذات"

كما تضمن الكتاب كلمة أكمل الدين إحسان أوغلى مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (ارسيكا) التي جاء فيها: "لقد أبدعت الأمة الإسلامية حضارة راسخة، ورصيداً هائلاً من التراث تزخر به حواضر العالم الإسلامي، ويتميز ذلك التراث بالتنوع والوحدة في الوقت نفسه، إذ يأتي عنصر التنوع من تعدد الشعوب الإسلامية التي شاركت في صياغته، بينما يأتي عنصر الوحدة من ارتباط التراث بالمبادئ الإسلامية الواحدة".

وتتوزع محتويات الندوة التي تضمنها الكتاب على ستة عشر محورا تم تناولها خلال ست عشرة جلسة من جلسات الندوة، ويلاحظ أن ترتيب محاور الكتاب وما تضمنته من بحوث لم يتطابق مع ترتيب الجلسات، ومثال ذلك أن الجلسة الأولى تضمنت ثلاثة بحوث بينما تضمن المحور الأول ثمانية بحوث.

وجاء المحور الأول تحت عنوان: زخارف الحرف اليدوية، الأرابسك: الماضي والحاضر والمستقبل. وتضمن هذا المحور ثمانية بحوث هي:

1 : الأرابسك في العالم الإسلامي، الماضي والحاضر والمستقبل: سوريا نموذجا، وقدم البحث علي القيم.

2 : فن الزخرفة: بنيته ومنطلقاته الفكرية، غازي مكداشي.

3 : جماليات الزخرفة وتنميتها في المسارين النظري و العلمي، عفيف بهنسي.

4 : لماذا ولد الأرابسك في مهد الحضارة العربية الإسلامية؟ نبيل فتحي صفوة.

5 : محاولة لتحليل معنى كلمة أرابسك، طارق الشريف.

6 : الأرابسك وعلاقته مع التوحيد وتطوره عبر الزمن، عبد الرحيم غالب.

7 : التوالد والفردية في الفنون العربية الإسلامية، سمير التريكي.

8 : المفهوم الفني للزخرفة الإسلامية، هشام بكداش.

والمحور الثاني تحت عنوان: زخارف العمارة الإسلامية وتضمن هذا المحور تسعة بحوث هي:

1 : فن الزخرفة والزينة، عامل رئيسي ملازم لتراثنا المعماري في الميزان، سامي محسن عنقاوي.

2 : الأرابسك والتلازم مع تراث العمارة الإسلامية، صفوت كمال.

3 : المفهوم الهندسي لفن الزخرفة الإسلامية، عيسى سعد الكواري.

4 : زخارف العمائر المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بشام داغستاني.

5 : زخارف العمارة الجزائرية الإسلامية عبر نموذج المسكن التقليدي، نجاة عروة.

6 : فن الزخرفة والعمارة في البحرين، وفاء آل خليفة.

7 : التصميمات الزخرفية على العمائر الإسلامية الليبية في العصر العثماني الأول، والعصر القرمانلي، صلاح أحمد البهنسي.

8 : تقاليد الزخرفة في عمارة القرون الوسطى والحديثة في أوزبكستان، إسكندر عظيموف.

9 : الاستفادة من الأساليب العلمية في ترميم الأعمال الفنية الإسلامية، محمد علي حسن زينهم.

والمحور الثالث تحت عنوان: الزخرفة في فن الخط والأبرو والورق اليدوي. وتضمن هذا المحور أربعة بحوث هي:

1 : فنون الزخرفة في القرآن الكريم، أحمد المفتي.

2 : فن الورق المرمري وصناعة الورق اليدوي الإسلامي، ألكسندر سوتيريو.

3 : فن الأبرو، حكمت بارودجيكيل.

4 : التصميمات والتشكيلات الزخرفية المستخدمة في فن الخط: ملاحظات حول هذه التصميمات والتشكيلات في الخط الإندونيسي اعتمادا على قطع جيولوجية، حسن معارف أمباري.

والمحور الرابع تحت عنوان: الزخارف النباتية. وتضمن بحثين وهما:

1 : تطور الزخارف النباتية في العمارة الإسلامية بالجزائر، علي خلاصي.

2 : الإبداع في الزخارف النباتية المستخدمة في الحرف اليدوية، عمر خالدي.

والمحور الخامس تحت عنوان: زخارف الحرف المعدنية. وتضمن بحثا واحداً هو:

التحف المعدنية الإسلامية، عبد الرحيم غالب.

وجاء المحور السادس تحت عنوان: زخارف الحرف الخشبية. وتضمن بحثين وهما:

1 : إبداع فن الحفر على الخشب، الإفريز الخشبي في جامع ابن طولون، سوسن عامر.

2 : القطع الفنية الخشبية المعروفة بالأرابسك والتي أحضرت إلى القصور العثمانية خلال القرن التاسع عشر، صباح الدين تورك أوغلى.

والمحور السابع تحت عنوان: زخارف الخزف. وتضمن خمسة بحوث هي:

1 : تربيع السيراميك والصناعة الروحانية، أسعد عرابي.

2 : زخرفة الجدران بالسيراميك الملون، رونالد رويكوك.

3 : الأرابسك في الخزف الإسلامي، فاي فريك.

4 : الجدران المزخرفة بالسيراميك الملون في لاهور، سجاد كوثر.

5 : سيراميك إزنيق، فترة نهضة سيراميك إزنيق بعد ثلاثمائة عام، محمد علي أق بايكيل.

والمحور الثامن تحت عنوان: زخارف التطريز التقليدي. وتضمن بحثين وهما:

1 : ألوان مكران الستة، الأرابسك في التطريز التقليدي، بحث مشترك: فاليري بياتشينتيني، زبيدة جلال خان، كلوديا نوفيللو.

2 : زخرفة الحرف اليدوية في اليمن، جمال كشيح.

والمحور التاسع تحت عنوان: زخارف السجاد والبسط (الكليم). وتضمن بحثاً واحداً عنوانه: تنوع التصاميم الزخرفية في السجاد والكليم، عمر أمين بنعبد الله .

والمحور العاشر تحت عنوان: العلاقة الحتمية بين التصميم والزخرفة. وتضمن أربعة بحوث هي:

1 : العلاقة الحتمية بين التصميم والزخرفة، عادل يحيى عويني.

2 : نظرة خاطفة على فن زخرفة الحرف اليدوية الأرابسك في موريشيوس، رشاد أحمد بروكار.

3 : إحياء وإعادة استعمال التصاميم التقليدية، خالدة الرحمن

4 : المفهوم الهندسي في فن الزخرفة، بروك أرمز.

والمحور الحادي عشر تحت عنوان: زخارف العالم الإسلامي. وتضمن أربعة بحوث هي:

1 : المفردة الزخرفية في الفنون السورية، صلاح الدين محمد.

2 : فن الزخرفة الإسلامي في حرف لبنان اليدوية: ميادينه وأنماطه وتطوره، فائقة سباعي عويضة.

3 : زخرفة الحرف التقليدية في مصر: الماضي والحاضر والمستقبل، عز الدين نجيب.

4 : واقع الزخرفة في قطر، محمد سعيد البلوشي.

والمحور الثاني عشر تحت عنوان: التعليم والتدريب في ميدان الزخرفة. وتضمن بحثين وهما:

1 : الوضع الحالي لتعليم الزخرفة في المؤسسات التعليمية في الأردن، وقطاع تأهيل وتدريب المعلمين في الجمهورية اليمنية، سامية طقطق زرو.

2 : التعليم والتدريب ضروريان لتكوين الصناع المهرة: تركيز حول تعليم فن الزخرفة في برامج إعداد الحرفيين التقليديين، جمال هشام عبد.

والمحور الثالث عشر تحت عنوان: الجوانب الاقتصادية والمالية. وتضمن بحثا واحداً هو: الجوانب المالية والاقتصادية لتطوير فن الزخرفة الإسلامي، الشيخ عبد العزيز كامل.

والمحور الرابع عشر تحت عنوان: جهود الحكومة والرعاية في مجال تنمية قطاع الزخرفة. وتضمن بحثين وهما:

1 : فنون الأربسك في الحرف اليدوية الماليزية، أني كيم.

2 : الأرابسك: الماضي والحاضر والمستقبل: فلسطين، نواف حامد.

والمحور الخامس عشر تحت عنوان: تأثير فن الزخرفة في الفنون الأوروبية. وتضمن خمسة بحوث هي:

1 : تأثير الأرابسك على الفنون الأوروبية منذ سقوط غرناطة حتى مرحلة الفن المعاصر، فيصل سلطان.

2 : تأثير فن الزخرفة الإسلامية على الفنون الأوروبية، النهضة الاستشراق، المدارس الفنية الحديثة، محمد علي حسن زينهم.

3 : فن الإبداع والأربسك، ألن بيكر.

4 : الزخرفة في البلقان عامة والبوسنة والهرسك خاصة، صلاح الدين الجعفراوي.

5 : محاولة لتعريف فن قصر الحمراء، فاليري جونز أليز.

والمحور السادس عشر تحت عنوان: التسويق والترويج ودور وسائل الإعلام. وتضمن بحثين وهما:

1 : دور العلاقات الثقافية في التعريف بالحرف التقليدية الإسلامية ودعم تواجدها في المحافل الدولية، والبحث عن فرص تسويقية جديدة لها، إنعام سليم.

2 : استكشاف فرص جديدة لتسويق صناعات الحرف الإسلامية في العالم، دالي ايج.

 

تضمن الكتاب علاوةً على بحوث الندوة قائمةً بالمصطلحات الحرفية، وتقرير وتوصيات الندوة، وبيان دمشق الدولي الذي صدر عن الندوة الذي تضمن الموفقة بالإجماع على "إنشاء مركز تدريب دولي لزخرفة الحرف اليدوية في مدينة دمشق لتأهيل وتدريب حرفيي العالم الإسلامي على مختلف الوسائل والطرق المستعملة في ميدان زخرفة الحرف اليدوية في مناطق العالم الإسلامي كافة"، وزينت الكتاب 270 صورة ملونة، وعدداً من المخططات والأشكال الزخرفية.

وبذلك شكلت محتويات الكتاب أساسا متواضعاً لبذل المزيد من جهود العناية بالتراث الزخرفي الإسلامي الذي يكاد يندرس جراء الهجمات الصناعية المادية العالمية التي أوشكت على إلغاء الكثير من الحرف اليدوية الرائعة التي كانت سائدة في جميع أنحاء المعمورة.

ورغم الميزات الإيجابية التي أضافها الكتاب إلى المكتبة العربية فقد امتاز ببعض السلبيات التي كان يمكن تلافيها بالقليل من التدقيق، وقد جاء الاهتمام بالأمور الفنية على حساب النوعية بالمضمون، فقد لاحظنا أن الكتاب تضمن ما قدمه المشاركون من بحوث، ولكن الكتاب لم يتضمن حرفاً واحداً من المناقشات التي تثري الموضوع من الناحية العلمية، ولذلك أثر سلبي من الناحية الأكاديمية إذ أن عدم ذِكر المناقشات يوحي بأن هذه البحوث لا غبار عليها، بل هي جامعة مانعة لمواضيعها، وهذا غير مقبول من الناحية الأكاديمية إذ من حق القارئ أن يعرف ما هي الملاحظات التي قُدمت حول هذه البحوث، وقد لاحظنا بعض الملاحظات على الكتاب نذكر منها:

1: حجم الكتاب من القطع الكبير الذي لا يمكن أن يُقرأ إلا على مكتب نظراً لثقل وزنه وضخامته، وكان من الممكن تصغير الحجم وتعدد الأجزاء.

2: رغم تلافي بعض الأخطاء بلصق معلومات صحيحة فوق المعلومات المغلوطة للتعريف بالصور كما هو الحال في الصفحة: 25، 145، 222، 371، 372، 202 ، فقد لاحظنا أن بعض المعلومات لم تُعرب بشكل كامل بل عُرِّبَ بعضها، وبقيت بعض المعلومات بالحروف اللاتينية دون تعريب من إمكان ذلك، كما هو الحال في الصفحة: 210، 213، 218، 220، 293، 306،

وبعض الصور لم تُعرف بل كتبت عبارات مُبهمة كما هو الحال في الصفحة: 4، إذ تم التعريف رقم 2 على الشكل التالي: "زخارف المآذن في سوريا" ولم يذكر إسم الجامع الذي تعود إليه صورة المئذنة، كما لم تذكر المدينة. هكذا في الصفحة: 74، 94، 162، 163،164، 521، وكذلك الحال بالنسبة لصور المنمنمات التي وردت في الصفحات: 19، 20، 22، 507، 509.

3: لم تفِ بعض البحوث بالمطلوب إذ قدمت معلومات مختصرة غير كافية لإيضاح المقصود كما هو الحال في المحور الثالث تحت عنوان: الزخرفة في فن الخط والأبرو والورق اليدوي الذي تضمن أربعة بحوث من الصفحة: 187 حتى الصفحة:229.

ورغم هذه الملاحظات يمكن اعتبار الكتاب لبنة مهمة في بناء مكتبة عربية تهتم بفنون الزخرفة العربية التي فرضت نفسها عالمياً جراء ما قدمه الفنانون الحرفيون من إبداع حاز الصفة العالمية، ولكنه لم يحظَ بالدراسات اللازمة لتعميم ما انطوى عليه من أسرار كثيرة مازالت حكراً على المتخصصين الذين يتوارثون المهن في مُعظم الحالات.

 
هذه المرأة تصنع بعض الأدوات التي تستخدم في الأعمال المنزلية، ومازالت هذه الحرفة حية في سوريا، حيث تصنع السُّفر التي يوضع عليها الطعام، وتُسمّى: الجونية، وهنالك النقال، والنقالة، وهذه الأدوات تصنع من قصب القمح: القصل


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16551832
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة