برنامج الشعر والغناء
الحلقة: التاسعة والستون
إعداد وتقديم: د.  محمود السيد الدغيم
هذه الحلقة حول القسم الثاني من الشعر المغني للشاعر السعودي غازي القصيبي: 2/2

برنامج الشعر والغناء
إعداد وتقديم د. محمود السيد الدغيم
هذه الحلقة حول القسم الثاني من الشعر المغني للشاعر السعودي غازي القصيبي: 2/2
وهذه الحلقة هي الحلقة : 69 من سلسلة برامج الشعر والغناء، ومدة الحلقة: 46 دقيقة
وبثت هذه الحلقة من راديو سبيكتروم بلندن الساعة الثامنة مساء يوم السبت 5/12/ 1998م، وأعيد بثها أكثر من مرة
وقدمت من هذا البرنامج عدة حلقات من إذاعة ام بي سي اف ام، وبثت من البرنامج ثلاثون حلقة من راديو دوتشي فيلي الاذاعة العربية الألمانية، وبثت عدة حلقات من الإذاعة السودانية ، وبثت بعض الحلقات من الإذاعة التونسية، وقدمت لاتحاد الإذاعات العربية ثلاثون حلقة، وبلغ عدد حلقات هذا البرنامج الأسبوعي مئة وعشر حلقات
لقراءة السيرة الذاتية وشعر غازي القصيبي، والاستماع إلى الحلقة الأولى من برنامج الشعر والغناء : اضغط هنا



فيم العناء؟

جميع المطارات عندي سواء
 
جميع الفنادق عندي سواء
 
و كل ارتحال قبيل الشروق
 
و بعد المساء
 
سواء
 
و كل الوجوه
 
تطاردني عند كل وداع
 
تلاحقني عند كل لقاء
 
سواء
 
ففيم العناء؟
 
* * *
 
أفيق مع الفجر
 
أشرب شاي الصباح
 
أسير إلى عنابة الأمس و اليوم
 
حيث تسيل الدماء
 
أصافح نفس الأيادي المليئه
 
بالعطر و المكر.. ألمح نفس الرياء
 
و نفس الخداع
 
و نفس الغباء
 
ففيم العناء؟
 
ففيم العناء؟
 
* * *
 
و ألهو بنفس القرارات
 
أهذي بنفس الخطابات
 
أسمع نفس الغناء
 
أطوف بنفس الجموع
 
و أبصر نفس الدموع
 
و أضحك حين يشاء القضاء
 
و أحزن حين يشاء القضاء
 
ففيم العناء؟
 
ففيم العناء؟
 
* * *
 
و لا يعرف الفقر أني
 
سكبت دموعي عليه
 
و لا يعرف الحب أني
 
ارتميت.. لثمت يديه
 
و لا يعرف الظلم أني
 
تململت في قبضتيه
 
و لا يعرف الناس أني
 
غضبت و قد عذب الأبرياء
 
و حاربت حين طغى الأدعياء
 
ففيم العناء؟
 
ففيم العناء؟
 
* * *
 
و حين أغيب
 
وراء المغيب..
 
يقولون: كان عنيدا
 
و كان يقول: القصيدا
 
و كان يحاول شيئا جديدا
 
و راح و خلف هذا الوجودا
 
كما كان قبل غبيا بليدا
 
ففيم العناء؟
 
ففيم العناء؟
 قفي!

قفي! لا تتركيني في الرياح
 
أحارب بالنوازف من جراحي
 
و مأساة الوجود تحز قلبي
 
و تلتهم البقية من كفاحي
 
و في شفتي أبيات حزاني
 
تغنت-و هي تجهش-للصباح
 
* * *
 
قفي! لا تحرميني-والليالي
 
نصال-في ضلوعي-من سلاحي
 
تنكر لي الصديق فما اندهاشي
 
و قد قفز العدو إلى اجتياحي
 
أطالع في الوجوه فلا تريني
 
سوى رقص السراب على البطاح
 
* * *
 
قفي! لا تتركيني للفيافي
 
تصب الجمر في وجهي المباح
 
وحيدا تتبع الذؤبان خطوي
 
و تزدحم النسور على جماحي
 
تثور زوابع الصحراء حولي
 
و أحلم بالورود و بالأقاحي
 
* * *
 
قفي! فالليل بعدك من عذابي-
 
يضج.. و كان يطرب من مراحي
 
و أنكر حين ما تمضين حلمي
 
و أهزأ بالمدجج من طماحي
 
و أعجب كيف يغريني طريقي
 
و موتي فيه أقرب من نجاحي
 
* * *
 
قفي! فالكون لولا الحب قبر
 
و إن لم يسمعوا صوت النواح
 
قفي! فالحسن لولا الحب قبح
 
و إن نظموا القصائد في الملاح
 
قفي! فالمجد لولا الحب وهم
 
و إن ساروا إليه على الرماح
 
الرياض:
1977م
1398هـ
 أشعار حب يابانية

-مترجمه عن الإنجليزية-
 
-1-
 
الليل
 
و هذا الباب المفتوح
 
و أضواء القمر البسام
 
قال حبيبي
 
سأجيء الليلة في الأحلام!
 
-2-
 
يسيل المطر
 
و لكنني لا أحس المطر
 
لأني اتخذت هواك مظله
 
-3-
 
لا تيتسم
 
كالجبل المخضر غطاه السحاب
 
سيعرف الناس بأنا عاشقان
 
-4-
 
و ترحل عني يوما
 
و أشعر في غربتي
 
بأنك سافرت من ألف عام
 
فحين تغيب
 
ينوح الغدير
 
و حين تعود
 
يعود شعاع القمر
 
إلى غرفتي
 
-5-
 
ليتني ما انتظرته
 
ما تجلدت للسهر
 
ليتني ضعت في السبات
 
و أبحرت في الخدر
 
ليتني ما انتظرته
 
هاهنا أرقب السحر
 
و أرى الليل كالخضم
 
هوى نحوه القمر
 
-6-
 
أتدرين كم ذا أحبك؟
 
لا تسخري يا حبيبه
 
إني أحبك حتى أكره كل الألي
 
اجترأوا أن يحبوك
 
حتى لأكره-أكثر-كل الألي
 
اجترأوا أن يروك و لم يعشقوك!
الرياض:
1978م
1398هـ
 يا أهلا بك

* إلى طفلي فارس في شهره الثاني *
 
يا أهلا بك في زمن وأد الفرسان
 
أودى بجميع الشجعان
 
لم يبق سوى السيف المثلوم
 
و بذاءات القزم المهزوم
 
و هو يقبل قدم العدوان
 
* * *
 
يا أهلا بك في زمن
 
الأفاقين, الكذابين, المرتدين
 
من بصقوا في جرح فلسطين
 
من ساقوا لفراش هولاكو
 
كل بنات صلاح الدين
 
و رموا حطين
 
للبيع بسوق النخاسين
 
* * *
 
يا أهلا بك
 
في زمن الجوع إلى الأبطال
 
في زمن الكافر و الدجال
 
في زمن لم يبق نقي فيه
 
غير الأطفال
الرياض:
 
1977م
1397هـ

إذن لن نهيم معا

ترجمة لقصيدة بيرون
 
إذن لن نهيم معا في الدروب
 
و نوغل في الليل حتى السحر
 
برغم الحنين بهذا الفؤاد
 
و رغم البريق بذاك القمر
 
فقد أكل السيف من غمده
 
و قد أضنت الروح صدري الجريح
 
فلا بد للقلب من هدأة
 
و لا بد للحب أن يستريح
 
* * *
 
قصير هو الليل.. ليل الغرام
 
قريب هو الصبح.. صبح البشر
 
و لكننا لن نجوب الدروب
 
و نوغل تحت شعاع القمر
الرياض:
 
1977م
 
1397هـ
 
يا أبا فيصل ( رثاء الملك فهد )

لَمْ نَجدهُ... وقيل: «هذا الفِراقُ!»
 
فاستجارت بدمعِها الأحداقُ
 
كانَ ملءَ العيون فهدٌ... فما
 
حِجّةُ عينٍ دُموعها لا تُراقُ؟!
 
*
 
عَجبَ النعشُ من سكون المُسجَّى
 
وهوَ من عاش لم ينلهُ وِثاقُ
 
عَجبَ القبرُ... حين ضمّ الذي
 
ضاقت بما في إهابه الآفاقُ
 
عجبَ الشوطُ... والجياد قليلٌ...
 
كيف يهوي جَواده السبّاقُ
 
*
 
هدرت حولك الجموعُ وماجتْ
 
مثل بحرٍ... والتفّتِ الأعناقُ
 
هو يومُ الوفاءِ... حبّ بحزنٍ
 
نتساقاهُ... والكؤوسُ دهاقُ
 
وقفَ الموتُ في الطريق... ولكنْ
 
زحفتْ... لا تخافُهُ... الأشواقُ
 
*
 
يا أبا فيصلٍ! عليك سلامُ الله...
 
ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ!
 
سيدة الأقمار
ما بال سيدة الأقمار ... تبتعــــــد وأمس كانت على أجفاننا تفدُ ؟ 
أراقها كوكب في الأفق مرتحلٌ أم شاقها راهبٌ في الأرض منفردُ؟ 
فملت الوصلَ .. والأقمار أمزجةٌ ناريّةٌ .. قلّما وفّتْ بما تعِدُ 
***
 
أوّاه! سيّدةَ الأقمارِ! سيدتي! أوّاهِ! لو تجد الأقمار ما نجدُ 
أوّاهِ! لو تردُ الاقمارُ إن ظمِئتْ مواردَ الالم الطاغي كما نَرِدُ 
أوّاهِ! لو تسكبُ الأقمارُ أدمعَنا ولو يعذّبُها التفكيرُ والسُهُد 
***
 
أبحرتِ ، سيدةَ الأقمار ،عن رجلٍ ما زال يبحرُ في أعماقِه الكمدُ 
وراعَك الحزنُ في عينيه..مؤتلقاً وصدّك اليأسُ في دنياه يحتشدُ 
أتيتِ تبغين شعراً كُلُّه فرحٌ أنشودةً عن زمانٍ كلُهُ رغدُ 
و جولةٌ عبْرَ أحلام مورَّدةٍ في هودجٍ بالندى الورديِّ يبتردُ 
فما سمعتِ سوى الأشعارِ باكيةً وما رأيتِ سوى الإنسانِ يرتعدُ 
أنا الطموحُ الذي كلّت قوادمهُ أنتِ الطموحُ الذي يسعى له الامدُ 
أنتِ الشبابُ إلى الاعراس مُنطلقٌ أنا الكهولةُ يومٌ ما لديه غدُ 
أنتِ الحياةُ التي تنسابُ ضاحكةً إلى الحياةِ .. أنا الموتُ الذي يَئِدُ 
لا تعجَبي من صباحٍ فيه فُرقتُنا بل اعجبي من مساءٍ فيه نتّحدُ 
***
 
جميلةٌ أنتِ .. يحدوكِ الجمالُ كما يحدو اللهيبُ فراشاً نحوه يفِدُ 
جميلةٌ انتِ .. عيناكِ الزُمرُّدُ لا يخبو .. وفي شفتيكِ الكَرْمُ والشُهُدُ 
جميلةٌ أنتِ .. في أحراشِ مأسدةٍ وهل يَعِفُّ -وأنتِ الظبيةُ- الأسدُ؟ 
***
 
هو الفراقُ! فماذا تامرين إذنْ؟ أنوحُ؟أصمتُ؟أجري عنك؟أتّئدُ؟ 
أقول"شكراً"؟ .. أكانت ليلةً هِبةً؟! يا للكريمة .. إذ تسخو .. وتقتصدُ! 
هل التقينا؟ أم الأوهام تعبثُ بي؟ أين التقينا؟ متى؟ ألسبتُ؟ألأحدُ؟ 
وهل مشينا معاً؟ في أيّ أمسيةٍ؟ في أي ثانيةٍ أودى بها الأبدُ؟ 
وهل همستِ"حبيبي!"أم سَمعتُ صدى من عالم الجنِّ .. لم يهمس به أحدُ؟ 
***
 
أظنّ ما كان من تأليف راويةٍ تحكي و تنسى .. فباقي الفصلِ مُفتقدُ!
الصيف وأنا 

يرتحل الصيف..فقوميبـنا نسكب في وداعه دمعتيـنْ 
كان كريماً..طيباً..طيـبـاً أحبـنا محبة الـوالديــن 
هيأ في الشمس لنا مقعداً وفي ظلال الورد أورجوحتين 
وصير البحر لنا منـزلاً فنحن ضيفان على موجتين 
وحولّ الرمـل إلى لؤلـؤٍٍ نبني به قـصراً أو قلعتيـن 
وردني بعد مشيبي فتىً تعجب من نضرته كل عين 
توَّجَنا أنا أمير الهوى وأنتِ أحلى الغيد في الخافقين 
يرتحل الصيف فوالهفتا على زمان..كغبار اللجين 
كان لنا حيناً..وكنا له فما له أنساب من الراحتين؟ 
يرتحل الصيف وأبقا أنا أمشي على الثلج..بخفي حُنين 
والثلج في بيتي..وفي أضلعي وفي قوافيّ..وفي اللمّتين 
أبصرني الصيف هنا مرة أشك أن يبصرني مرتين 
1995
 
الحب والموانئ السود

مدخل:
 
قبل أن ترتعش الكلمة كالطير.
 
قفي!
 
وانظري أي غريب
 
أي مجهول طواه معطفي
 
وخذي صبوتك الحمقاء عني..
 
واختفي.
 
واقفٌ وحديَ في الميدان
 
والفجر على الأفق حصان
 
شده الشوق وأرخاه العياء
 
والمدينة
 
تتلقى قبلة الصبح بشيء من حياء
 
وعلى كفيَّ منديلك أشذاء حزينة
 
آه! ما أقسى طلوع الفجر
 
من غير حبيب
 
ورجوعي كاسفا لا شمس عينيك
 
ولا سحر اللقاء
 
*
 
أوَ تدرين لماذا
 
كلما قربنا الشوق نما ما بيننا
 
ظل جدار؟
 
ولماذا
 
كلما طار بنا الحلم أعادتنا
 
إلى الأرض أعاصير الغبار؟
 
ولماذا
 
كلما حركنا الشعر غزانا النثر
 
فالألفاظ فحم دون نار؟
 
أوَ تدرين؟
 
لأن القلب ما عاد كما كان
 
بريئا
 
طيبا كالنبع.. كالفكرة.. في الليل
 
جريئا
 
عاد يشكو تعب الرحلة ما بين
 
الموانئ السود في هوج البحار
 
الميناء الأول:
 
كنت بريئا
 
أهوى الألعاب
 
أهوى أن انطلق سعيدا
 
فوق الأعشاب
 
أن أبني بيتا من رمل
 
أن أهدمه فوق الأصحاب
 
ووقفت على هذا الميناء
 
فوجدت أمامي جَمْع ذئاب
 
بوجوه رجال
 
إن حيوا أدمتك الأظفار
 
إن ضحكوا راعتك لأنياب
 
وإذا غضبوا أكلوا الأطفال
 
وتعلمت هناك الخوف
 
الميناء الثاني:
 
كنت بريئا
 
قالت لي أمي لا تكذب
 
قال أبي الصدق نجاة
 
وعشقتُ الصدق
 
صدق العَين.. وصدق القلب
 
وصدق الكلمات
 
ووقفت على هذا الميناء
 
فسمعت الناس ينادون الأقبح
 
أنت الأجمل!
 
والأكرم أنت الأبخل!
 
والبغل أنت الفحل!
 
واللص عفيف الذيل!
 
فتعلمت هناك الكذب
 
الميناء الثالث:
 
كنت بريئا
 
لا أملك أوهامي
 
ونجومي المنثورة في الأفق
 
ودفاتر شعر أسكنها
 
وتعشش فيها أحلامي
 
ووقفت على هذا الميناء
 
قال الناس : أعندك بيت
 
غير قوافي الشعر العصماءْ؟
 
قال الناس: أعندك أرض
 
غير أراضي الشعر الخضراءْ؟
 
وأصبت بداء المال
 
الميناء الرابع:
 
كنت بريئا
 
فجَّ الإحساس
 
لا أبصر فرقا بين الناس
 
الكل سواء
 
الكل لآدم من حواء
 
ووقفت على هذا الميناء
 
فرأيت صغيرا وكبيرا
 
ورأيت حقيرا وخطيرا
 
هذا يجلس والناس وقوف
 
هذا يمشي فتسير صفوف
 
هذا يستقبله الحجاب
 
هذا يترك خلف الأبواب
 
وأصبت هناك بحمى المجد.
 
خاتمة:
 
فتنتي ما بيننا قام دجى
 
من ضياع .. ورياء .. وطموح
 
عبثا أفتح روحي للهوى
 
بعد أن عدت إليه.. دون روح
 
1395هـ
متى يعلنون وفاة العرب ?!
من غازي القصيبي الى نزار قباني الذي سأل:
 
متى يعلنون وفاة العرب
 
وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ
 
وبين السطورِ..وتحت السطورِ
 
وعبْرَ الصُوَرْ!!
 
وقد صدَرَ النعيُ..
 
بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ
 
جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ
 
وشارون يرقص بين التهاني
 
تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ
 
و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ
 
عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ
 
***
 
نزار! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
 
جادَ بها زعماءُ الفصاحةِ..
 
أتبتسمُ الآن؟!
 
هذي الحضارةُ!
 
ندفعُ من قوتنا
 
لجرائد سادتنا الذابحينْ
 
ذكاءٌ يحيّرُ كلَّ البَشرْ!
 
***
 
نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
 
وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك
 
بعضَ الكدَرْ
 
ولكننا لا نموتُ...نظلُّ
 
غرائبَ من معجزات القَدَرْ
 
إذاعاتُنا لا تزال تغنّي
 
ونحن نهيمُ بصوت الوترُ
 
وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ
 
فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ
 
وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ
 
يباهي بعولمة الذُّلِ
 
يفخر بين الشُعوبِ
 
بداء الجرب
 
ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ
 
تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ
 
الى الفجرِ...
 
حين يجيء الخَدَرْ
 
وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ
 
تهزجُ...مأخوذة باللُعَب
 
ولندن ـ مربط أفراسنا!
 
مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ
 
وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ
 
منعنا العبورَ...
 
وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"
 
***
 
نزارُ! أزفُّ إليك الخَبَرْ!
 
يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ
 
تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ
 
يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ
 
"لِبيريز"...
 
انتصرْ
 
وجيشُ "ابن أيوبَ"...مُرتَهنٌ
 
في بنوكِ رُعاةِ البَقَرْ
 
و"بيبرْس" يقضي إجازتهُ
 
في زنود نساء التترْ
 
ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ
 
مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَرْ
 
***
 
نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ
 
سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
 
فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
 
فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.
 
ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ
 
مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَرْ
 
***
 
نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ
 
سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
 
فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
 
فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.
 
أمّ النخيل 
أمّ النخيل
- إلى أمي .. الهفوف -
*
أتذكُرينَ صبيّا عادَ مُـكتهلا
مسربلاً بعذابِ الكونِ .. مُشتملا؟
أشعاره هطلتْ دمعاً ... وكم رقصتْ
على العيونِ ، بُحيراتِ الهوى ، جَذلا
هُفوفُ! لو ذقتِ شيئاً من مواجعهِ
وسّدتِهِ الصدرَ .. أو أسكنتِه الخُصَلا
طال الفراقُ.. وعذري ما أنوءُ بهِ
يا أمّ! طفلُكِ مكبولٌ بما حَمَلا
لا تسألي عن معاناةٍ تمزّقني
أنا اخترعتُ الظما.. والسُّهدَ.. والملَلا
هل تغفرينَ؟ وهل أمٌّ وما نثرتْ
على عقوقِ فتاها الحبَّ والقُـبُـلا
*
ضربتُ في البحرِ .. حتى عدتُ منطفئاً
وغصتُ في البرّ.. حتى عدتُ مشتعلا
أظما .. إذا منعتني السحبُ صيِّـبَـها
أحفى .. إذا لم تُردني الريحُ مُنتعلا
ويستفزُّ شراعي الموجُ ... يلطمُهُ
كأنّه من دمِ الطوفانِ ما غُزلا
ورُبَّ أوديةٍ .. بالجنِّ صاخبةٍ
سريتُ لا خائفاً فيها ... ولا عَجِلا
تجري ورائي ضباعُ القفرِ .. عاويةً
والليثُ يجري أمامي .. يرهبُ الأجَلا
كأنّما قلقُ الجُعْفيّ .. يسكنني
هذا اللي شَغَلَ الدنيا .. كما شُغِلا
*
يا أمُّ عانيتُ أهوالاً .. وأفجعُها
مكيدةُ الغدرِ في الظلماءِ مُختتِلا
أواجهُ الرمحَ في صدري .. وأنزعهُ
والرمحُ في الظهرِ .. مسّ القلبَ .. أو دخلا
ألقى الكُماةَ بلا رُعبٍ .. ويُفزِعُني
هجرُ الحبيبِ الذي أغليتُهُ .. فسَلا
أشكو إليكِ حسانَ الأرضِ قاطبةً
عشقتهنّ .. فكانَ العشقُ ما قََتَلا
ويلاهُ من حرقةِ الولهانِ ... يتركُهُ
مع الصبابةِ .. شوقٌ ودّع الأملا
أشكو إليكِ من الستّينِ ما خَضبَتْ
من لي بشيبٍ إذا عاتبتهُ نَصَلا ؟!
تهامسَ الغيدُ "ياعمّي!" فوا أسفاً
أصيرُ عمّا.. وكنتُ اليافِعَ الغَزِلا
لا تعجبي من دماءِ القلبِ نازفةً
واستغربي إن رأيتِ القلبَ مندمِلا
*
يا أمُّ ! جرحُ الهوى يحلو .. إذا ذكرتْ
روحي مرارةَ شَعبٍ يرضَعُ الأَسَلا
يفدي الصغارُ بنهرِ الدمِّ مَقدسنا
مالي أقلّبُ طرفي .. لا أرى رجلا ؟!
أرى الجماهيرَ .. لكن لا أرى الدُوَلا
أرى البطولة .. لكن لا أرى البطلا
لا تَذكري .. لي صلاحَ الدين .. لو رجعتْ
أيَّامُه .. لارتمى في قبرهِ خجَلا
أين الكرامةُ .. هل ماتتْ بغُصّتِها ؟
أين الإباءُ .. أملَّ الجُبْنَ .. فارتحلا ؟
عجبتُ من أمّةِ القرآنِ .. كيفَ غَدَتْ
ضجيعةَ الذُلِّ .. لا ترضى به بدَلا
أسطورةُ السِلْمِ .. ما زلنا نعاقرُها
يا مَنْ يصدّق ذئباً صادقَ الحَمَلا !
حمامةُ السِلمِ .. حُلمي أن أقطعها
وأن أعود بصقرٍ يقنصُ الوَجَلا
"شارونُ" نحن صنعناهُ بخشْـيـَتـِنا
كم خشيةٍ صنعتْ من فأرةٍ جَبَلا
تعملقَ القِزْمُ .. لمّا قُزّمت قِمَمٌ
واستُنْسِختْ نملةٌ في ذُعرنا جَمَلا
هاتِ الفؤادَ الذي ثارَ اليقينُ بهِ
واقذفْ بيَ النصرَ .. أو فاقذف بيَ الأجَلاَ
أمَّ النخيل ! ... هبيني نخلةً ذَبُلتْ
هل ينبتُ النخلُ غضّاً بعد أن ذَبـُلا ؟!
يا أمُّ .. رُدّي على قلبي طفولَته
وأرجعي لي شباباً ناعماً أفِلا
وطهّري بمياهِ العينِ .. أوردتي
قد ينجلي الهمُّ عن صدري إذا غُسـِلا
هاتي الصبيَّ ... ودُنياه .. ولُعبـَتـَه
وهاكِ عُمري ... وبُـقيا الروحِ والمُـقَلاَ
غازي القصيبي
2001م
من ديوانه: للشهداء
المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2004م
**#**


Launch in external player