برنامج الشعر والغناء
الحلقة: الثلاثون
هذه الحلقة حول الشعر المغني للشاعر المصري: Salih Jawdat,  صالح جودت
برنامج الشعر والغناء
إعداد وتقديم د. محمود السيد الدغيم
Dr. Mahmoud EL-Saied EL- Doghim

هذه الحلقة حول الشعر المغني للشاعر المصري: Salih Jawdat,  صالح جودت

وهذه الحلقة هي الحلقة : 30 من سلسلة برامج الشعر والغناء، ومدة الحلقة: 42 دقيقة وأربعين ثانية

وبثت هذه الحلقة من راديو سبيكتروم بلندن الساعة الثامنة مساء يوم السبت 7/3/ 1998م

وأعيد بثها أكثر من مرة

وقدمت من هذا البرنامج عدة حلقات من إذاعة ام بي سي اف ام، وبثت من البرنامج ثلاثون حلقة من راديو دوتشي فيلي الاذاعة العربية الألمانية، وبثت عدة حلقات من الإذاعة السودانية ، وبثت بعض الحلقات من الإذاعة التونسية، وقدمت لاتحاد الإذاعات العربية ثلاثون حلقة، وبلغ عدد حلقات هذا البرنامج الأسبوعي مئة وعشر حلقات

*************

أغاني فريد الأطرش من نظم صالح جودة: جودت

يا زهرة في خيالي: صالح جودت: فريد الأطرش: فيلم حبيب العمر
حكاية العمر كلو: صالح جودة: فريد : فيلم حكاية العمر كله
الشاطئ: صالح جودت: فريد : فيلم رسالة غرام
الشرق والغرب: صالح جودت : فريد : فيلم أحبك إنت
عيد الميلاد: صالح جودت: فريد : فيلم لحن الخلود
يا أغلى من أمانينا : صالح جودت: فريد
يا مالكة القلب في إيدك : صالح جودت: فريد: فلم لحن الخلود

**************

شعر: صالح جودت
لحن: فريد الأطرش

يا زهرةً في خيالي
راعيتها في فؤادي
جنت عليها الليالي
وأذبلتها الأيادي
وشغلتها العيون
فمات سحر الجفون
***
يا غرامي كل شيء ضاع مني
فنزعت الحب من قلبي وروحي
ووهبتُ العمر أوتاري ولحني
وتغنيتُ فداويت جروحي
أنا طيرٌ في رُبَى الفن يغني
للطيور
للزهور
للغصون
***
لاستماع الأغنية  اضغط هنا
 

***********

صالح جودت
ولــد في 12 ديسمبر 1912 م، في الزقازيق، الشرقية،  وتوفي في 22 يونيو 1976 م في القاهرة، مصر
أعماله الشعرية :
ظهرت عليه علامات النبوغ وبوادر موهبته الشعرية منذ كان طالباً بالمرحلة الثانوية. وتعرف في المنصورة على الشعراء علي محمود طه وإبراهيم ناجي والهمشري حيث تصادف إقامتهم فيها إما للعمل أو للدراسة في الفترة من سنة 1927 إلى سنة 1931. وعاصر صالح ثورة 1919، وانفعل بها فصقلت وجدانه وألهبت روحه، فأحب ديوان صالح جودت ( جمعية أبوللو ) ، عام 1932.
ليالى الهرم ، عام 1957.
أغنيات على النيل ، عام 1961.
حكاية قلب ، عام 1967.
ألحان مصرية ، عام 1969.
الله والنيل والحب ، عام 1974.
أعماله النثرية :
الرواية :
- شريين ، عام 1947.
- عودى إلى البيت ، عام 1957.
- وداعا أيها الليل ، عام 1961.
- الشباك ، عام 1972.
مجموعة القصص القصيرة :
- في فندق الله ، عام 1954.
- كلام الناس ، عام 1955.
- كلنا خطايا ، عام 1962.
- أولاد الحلال ، عام 1972.
أدب الرحلات :
- قلم طائر ، عام 1965.
- أساطير وحواديت ، عام 1966.
التراجم :
- بلابل في الشرق ، عام 1966.
- ملوك وصعاليك ، عام 1964.
- ناجى : حياته وشعره ، عام 1965.
- شعراء المجنون.
ترجمات لهمنجواى :
- العجوز والبحر ، عام 1965.
- سيدتى الجميلة .
- روميو وجوليت ، عام 1946.
المؤهلات العلمية :
بكالوريوس التجارة ، جامعة القاهرة ، عام 1939.
دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية ، عام 1948.
دبلوم الدراسات المتخصصة من مقر الأمم المتحدة بنيويورك ، عام 1959.
الوظائف التى تقلدها :
مدير الدعاية لبنك مصر وشركاته.
محرر بجريدة الأهرام.
رئيس تحرير مجلة الإذاعة المصرية .
مراقب البرامج الثقافية ومدير صوت العرب بالإذاعة المصرية.
مدير تحرير مجلة الاثنين.
عضو مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير الهلال ، وروايات الهلال ، وكتاب الهلال .
عضو مجلس إدارة جمعية الأدباء.
نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين.
الهيئات التى ينتمى إليها :
مقرر لجنة الشعر سابقا.
عضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
قالو عنه :
مقال للأستاذ المؤرخ : وجدي الجافي ، نشر بجريدة الأخبار المصرية يوم الأحد الموافق 25 يونيو من عام 2006
الفن مين يعرفه إلا اللي عاش في حماه والفن مين يوصفه إلا اللي هام في سماه والفن مين أنصفه غير كلمة من مولاه والفن مين شرفه غير الفاروق ورعاه كانت هذه بداية أنشودة الفن التي صاغها وأبدعها شاعرنا الرقيق الجميل الأصيل وعبر فيها خير تعبير عن قيمة الفن وأهميته في حياتنا انه الأديب الكبير الناقد الصحفي الحر اللامع وشاعر الملوك والزعماء والعظماء صالح جودت.. ولد في تاريخ عجيب يحمل رقم '12' ثلاث مرات فقد ولد يوم الخميس 12/12/1912 بمدينة الزقازيق حيث كان والده كمال الدين جودت يعمل مهندسا وتلقي صالح دراسته الابتدائية في مدرسة مصر الجديدة ثم الثانوية في المنصورة وبدأ يقرض الشعر وهو طالب بكلية التجارة واتجه في شعره نحو الرومانسية وكان من جماعة أبوللو، وعقب تخرجه عمل مديرا للدعاية في بنك مصر مراسلا صحفيا لمجلة الصباح ثم عمل في الإذاعة المصرية وكان رئيسا لتحرير مجلة الراديو وشارك في إنشاء إذاعة صوت العرب يوم 4 يوليو 1953 وفي الصحافة عمل في جريدة الأهرام ودار الهلال محررا ثم مديرا فرئيسا للتحرير ونائبا لمجلس الإدارة وكتب في الرواية وأدب الرحلات وله العديد من التراجم الادبية مثل سناجي، الهمشري، شعراء المجون، ملوك وصعاليك وبلابل من الشرق'.. ومن دواوينه الشعرية 'ليالي الهرم.. اغنيات 'علي النيل' وكتب قصصا وحوار أفلام مثل 'أيام شبابي' لشادية، 'المظ وعبده الحامولي' لوردة وعادل مأمون و'حواء لا أنام' لفاتن حمامة وكتب أغاني لملك مصر فاروق الأول التي شدا بها موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب مثل 'الفن، الشباب، هل السلام' كما كتب للملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية عندما زار مصر واستقبله الملك فاروق أغنية 'التاجين' وكتب أغنية 'يا أغلي من أمانينا وأحلي من أغانينا يا زين الدنيا يا دنيا' التي احيابها الموسيقار الكبير فريد الاطرش حفل زفاف جلالة الملك حسين بن طلال ملك الاردن علي الملكة 'المصرية' دنيا في ابريل عام 1955 وكتب '3' قصائد لكوكب الشرق أم كلثوم 'أذكروه خلدوه' عن الزعيم الاقتصادي محمد طلعت حرب باشا وابق يا حبيب الشعب عندما طالب الشعب الرئيس جمال عبدالناصر في البقاء رئيسا لمصر بعد التنحي يوم 9 يونيو 1967 ثم الرائعة الثلاثية المقدسة وكلهما من ألحان العملاق رياض السنباطي وكتب صالح جودت لعمالقة الغناء مثل قصائد فريد الاطرش 'يا زهرة في خيالي، اسال الفجر، والغروب' ولفايزة أحمد 'قاهرتي، شارع الأمل' وللرشيق محمد فوزي 'يا جارحة القلب، ­اسم الهوا، ­ لغة الورد' وشادية 'أحبك' لعبدالوهاب، 'بنات الفن' للقصبجي، الله أكبر للسنباطي' وكان صالح سببا في شهرة أحمد صدقي عندما لحن كلماته التي شدت بها ليلي مراد 'رايداك، المية والهوا' وكتب لكارم محمود 'ما اسمك بين الاسامي' ولسعاد محمد 'يا حبيبي يا رسول الله'!.. وبعد صراع طويل مع المرض لبي صالح جودت نداء ربه يوم الثلاثاء 22/ يونيو عام .1976
مواقف مع :
أم كلثوم
ذات يوم تأثرت أم كلثوم بكلام اذاعي يحض على الصفح والخير ويوضح موقف الاسلام من التفرقة العنصرية، فما كان منها الا ان طلبت من الشاعر صالح جودت ان يشرع في نظم قصيدة لتنشدها غنائيا حيث جاء في مطلعها: الواحد الرحمن، من كون الاكوان، ولون الالوان، وابدع الانسان، يا اخي في الشرق والغرب سلاما وتحية، يا اخي من كل لون ولسان وهوية، كل انسان على الارض اخي في البشرية . وكان صالح جودت يقول عن علاقة الشاعر أمد رامي بأم كلثوم أنها ( 'ليس حب رجل لامرأة.. كان حب مثل حب الإغريق لآلهة الأوليمب.. أول رامي ما عرف أم كلثوم سنة 24 وهو يحس نحوها بنوع من الغيرة السامية.. نوع من الرغبة في الصيانة والحراسة) .
الشعر الحر
وكان صالح من جماعة أبوللو، وكان له رأي في الشعر الجديد قال عنه إنه ليس شعراً وليس جديداً، مما أغضب عليه أنصار هذا النوع ممن يطلقون على أنفسهم الشعراء المجددين.
السياسة والصحافة
في خلال السنوات الثلاث الأخيرة من عمره انهالت عليه الخصومات من كل حدب وصوب بسب كتاباته السياسية، ولكنه كان صادقاً مع نفسه في كل ما يكتب. وكانت له مقوله مشهورة "إني أتكسب من الصحافة لأنفق على الشعر "
أحمد شوقي
كان صالح جودت يقول ان رابطة روحية و اتصال وجداني ربطا بينه وبين أمير الشعراء ، وكان يعظمه على كثير من الشعراء ويعتبره نبي الشعر بعد المتنبي .

*************************

 صالح جودت
(1912- 1976)
ولد في الثاني عشر من كانون الأول (ديسمبر) سنة 1912 بمدينه الزقازيق حيث كان يعمل والده المهندس كمال الدين جودت، وتلقى دراسته الابتدائية بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية بالقاهرة، ودراسته الثانوية بالمدرسة الثانوية بالمنصورة. وحصل على البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية. وظهرت عليه علامات النبوغ وبوادر موهبته الشعرية منذ كان طالباً بالمرحلة الثانوية. وتعرف في المنصورة على الشعراء علي محمود طه وإبراهيم ناجي والهمشري حيث تصادف إقامتهم  فيها إما للعمل أو للدراسة في الفترة من سنة 1927 إلى سنة 1931. وعاصر صالح ثورة 1919، وانفعل بها فصقلت وجدانه وألهبت  روحه، فأحب مصر من كل قلبه.
وقرأ لكبار الكتاب: المنفلوطي والعقاد والمازني وسلامه موسى، كما قرأ لكبار الشعراء: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم والعقاد، ولم يتأثر بشاعر مثلما تأثر بأمير الشعراء أحمد شوقي.
وبدأ صالح يقرض الشعر منذ سنة 1932 وهو طالب بكلية التجارة لما يبلغ العشرين، وصدر أول ديوان له سنة 1934 وعمره إحدى وعشرون سنة، وتجلى في شعره الاتجاه الرومانسي.
وعقب تخرجه في كلية التجارة اشتغل في بنك مصر ، ثم عمل محرراً في جريدة الأهرام، ثم انتقل إلى دار الهلال وظل فيها سنين طويلة حتى عُيِّن سنة 1971 رئيساً لتحرير مجلة الهلال، حيث أصدر مجلة الزهور ليكتب فيها الأدباء الشبان.
وكان صالح من جماعة أبوللو، وكان له رأي في الشعر الجديد قال عنه إنه ليس شعراً وليس جديداً، مما أغضب عليه أنصار هذا النوع ممن يطلقون على أنفسهم الشعراء المجددين. وفي خلال السنوات الثلاث الأخيرة من عمره انهالت عليه الخصومات من كل حدب وصوب بسب كتاباته السياسية، ولكنه كان صادقاً مع نفسه في كل ما يكتب. وكانت له مقوله مشهورة "إني أتكسب من الصحافة لأنفق على الشعر " .
وبعد رحلة كفاح قضى منها عامين يصارع المرض أسلم الروح في 23 حزيران (يونيه) سنة 1976، وترك شعراً كثيراً وقصائد متناثرة لم تجد بعد من يجمعها وينشرها.
ومن دواوينه: ليالي الهرم ـ أغنيات على النيل .
ومن قصصه: عودي إلى البيت ـ وداعاً أيها الليل .
ومن أقاصيصه: كلنا خطايا ـ في فندق الله ـ خائفة من الله ـ كلام الناس ـ وترجم رواية همنجواي  العجوز والبحر.
ومن كتبه في الأدب والنقد: ناجي حياته وشعره - الهمشري حياته وشعره - ملوك وصعاليك - قلم طائر - بلابل من الشرق.
وقد أصدر عنه الأديب محمد رضوان دراسة سنة 1977 "شاعر النيل والنخيل" قدم لها الشاعر أحمد عبد المجيد الذي قال عن صالح جودت:" إن صالح جودت قد أضاف إلى قيثارة الشعر أوتاراً حديثه، عزف عليها فأجاد وأطرب، واستساغها سامعوه وأيدوه واستزادوه

***

الشاعر محمد الهمشري - لصالح جودت

----------------------------------

قال  لي صاحبي وقد جُنَّت iiالشّمــسُ  فـألـقتْ  بجسمها في iiالماءِ
ألـنـا أنْ نسيرَ حتّى نرى iiالصبــحَ  ونُـفـضـي له بسرّ iiالمساء
قُـمْ  بـنـا نَتجّهْ إلى ضفّة iiالنيــلِ  وعـشـب  الجزيرةِ الفيحاء
خُـطُـواتُ  الـنهار للناس iiلكنْخـطـواتُ  الـظـلام iiلِلشُّعراء
نـحـن مـن نـملأُ العقولَ ضياءًمـا لـنـا حـاجـة بنور iiذُكاء
****
وانـتَـهيْنا  إلى  الجزيرة مَغْنى iiالــزهـر  والـطـير  والرُّبا iiالغنّاء
لـفَّـهـا  النيل  في ذراعيه وانسابَ  يُـغـنّـي لـها نشيد iiالولاء
ورمى  الموج  تحت أقدامها iiالسُّمْــرِ دُعـابـاً فـأطرقتْ من حياء
وتـعـرَّتْ  رضـيّـةً فـي iiيديهِوتـراخـتْ  تـراخيَ iiالغيناء(1)
ثُـمَّ لـمـا خـاف الظنونَ عليهالـفَّـهـا  فـي غِـلالة iiخضراء
****
جـنّـةَ الـحـبّ يا جزيرةُ شطآنُـكِ مـلـهى القلوبِ iiوالأهواء
جـنّـة الـخـلد، غير أنَّ iiرباهاأمـنـتْ  آدمـاً عـلـى iiحوّاء
وأطـل  الـهـلال حـيناً iiفألفىكـوكـباً في الضفاف جمَّ الضياء
وأطـلَّ  الـزمـان حـيناً iiفألفَىأمـلاً فـي الـشباب حلو الرجاء
وأطـلَّـتْ  عـين  الخلود iiفقالتْإنَّ  هـذا مـكـانُـهُ في iiالسماء
****
يـا  رفـيقَ الصِّبا وهيهات iiأنسىالـلـيـالـي مُـخلَّداتِ الصفاءِ
حين كان الزمان كالزهر في الفجــرِ، وكـنّـا عـلـيه iiكالأنداء
حـيـن كـنّا نُموِّج الماء iiضحْكاًفـي ضـفـاف المنصورة الحسناء
لـم نـكـن نـعرفُ التواريخ إلامـن  وعـود الحسان عند iiالوفاء
لـم  نـكـن نعرفُ العشيّات إلامـن  غـناء  الكِرْوان عند المساء
****
ثـم مـرَّتْ مـن الزمان iiصروفٌوهـبـطـنـا  مدينةَ  iiالضوضاء
وبـدأنـا الـكفاح في عالم iiالعيــشِ  ودنـيـا تَـنـازُعٍ iiللبقاء
فـجـعـلـنـا  لـقاءنا فتراتٍيـنـفُدُ  الصبرُ من خطاها iiالبِطاء
كـم  حـثـثنا مسيرها، iiوجهلناأنّـهـا  تـنـتـهـي  لغير iiلقاء
****
أيـن  هـذا الشباب والأمل iiالضّاحِـكُ، بـيـن الخطوب والأرزاء
وأحـاديـثـكَ الـمليئة بالأحــلامِ فـي عـالـم قليلِ الرجاء؟
كـنـتُ ألـقاكَ والحياة iiتُجافيــنـي وإعـصـارهـا يهدُّ بنائي
فـإذا  مـا سمعتُ ضحكتكَ iiالعذبـة،  أحـبـبـتُ بعدها أعدائي
وتـمـشَّـى السلام في جوّ نفسيوتـطـهَّـرتُ مـن طويل iiعنائي
وقـرأتُ الـحـيـاة فيكَ iiكتاباًشــاعــريَّ الآمـالِ iiوالآلاء
وشـبـابـاً  هـو الربيع iiالموشَّىبـرقـيـق الـظـلام iiوالأضواء
حـيـن تبدو وعروة الصدر في ثوبـكَ تـزهـو بـالوردة iiالحمراء
واحـمـرارُ الـحياةِ يُشعل خدَّيــكِ،  ونـورُ الـشبابِ في iiلألاء
تـطـأُ  الـيـأسَ باعتداد الأمانيوتُـذِلّ  الـزمـانَ iiبـالـكبرياء
وتُـغـنّـي، وتـنهب العيش نهباًشـأنَ مـن أُلـهِمَ اقترابَ iiالفناء
****
هـأنـا  عـدتُ للجزيرة وحديأتـمـلاّكَ خـلف تلك الـمَرائي
ومـضـتْ  قـبضتي تصافح iiيمناكَ،  فـصـافحتُ قبضةً من iiهواء
وتَـلـفـتُّ  بـاحثاً عن iiأمانيــكَ،  فـلم تهدِني سوى iiالأشلاء
غـيـر أنّـي أراكَ في شِعركَ iiالخالـد،  روحـاً يـهـيم iiبالإسراء
وأرى  طـيـفـكَ  المُغرِّد بين iiالزْـزَهـرِ  والـطـيرِ  والرُّبا iiوالماء
فـأقـول الـخـلـود لله، iiواللهُيُـعـيـرُ الـخـلـودَ iiللشعراء

*****

إعادة قراءة «ملوك وصعاليك» صالح جودت.. بعد مرور ثلاثين عاماً على رحيله
عرض الصورة
الرياض - ثقافة اليوم:
أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر قراءة أفكار الكاتب والشاعر صالح جودت (1912 - 1976)، بعد مرور ثلاثين عاماً على رحيله، وذلك بنشر كتابه «ملوك وصعاليك: عشرون سيرة» الذي يتضمن تحليله لعشرين سيرة ذاتية لشخصيات مصرية وعربية وعالمية شهيرة في مجالات الأدب والسياسة والعلم والفن والدين والاقتصاد.
والملوك؛ كما يوضح صالح جودت في كتابه؛ ليسوا أولئك الذين يلبسون التيجان فوق رؤوسهم، وإنما هم هؤلاء الذين تسيدوا دولة من دول الأدب أو السياسة أو العلم أو الفن أو الدين، فهؤلاء هم الملوك حقاً، الذين لا تستطيع قوة في الأرض أن تنزع عنهم تيجانهم. وليس الصعاليك أولئك العفاة الذين تشردوا في الأرض جياعاً عراة، فالصعلوك في اللغة هو الفقير، والفقر مظهر أو جوهر، وقد نجد بين الفقراء من هو غني النفس، فهو على هذا الوضع ليس بصعلوك؛ كما يرى جودت؛ وقد نجد بينهم صاحب ملايين ولكنه فقير النفس، فهو على هذا الوضع صعلوك كبير!
ويبحر صالح جودت في كتابه؛ الذي يقع في 345 صفحة من القطع الكبير؛ مع نخبة من الشعراء وعلماء النفس ورجال السياسة والفن والأدب والاقتصاد، فمن أحمد رامي إلى فرويد، ومن أحمد شوقي إلى ونستون تشرشل، ومن بوشكين إلى منيرة المهدية، ومن سليمان نجيب وبديع خيري إلى أغاخان الثالث، ومن الأميرة جريس كيلي إلى سلطان باشا الأطرش. إنها رحلة معرفية سلسة صنعها صالح جودت؛ الذي عمل في الصحافة وصدر له الكثير من الدواوين منها: «ألحان مصرية» و«الله والنيل والحب»؛ صنعها إلى أعماق أناس حفروا حضورهم على وجه الحياة، فازدادت ثراء وغنى ودهشة وأسئلة عن حقيقة الكائن البشري الذي صاغته تناقضاته وتحولاته.
ويسعى جودت؛ الحاصل على بكالوريوس التجارة ودبلوم العلوم السياسية؛ من خلال كتابه إلى اكتشاف كيف أننا في حقيقتنا ملوك وصعاليك في آن؛ ملوك عندما تتألق فينا جسارة تجاوز ضعفنا البشري، وصعاليك عندما نكون أحياناً أو غالباً أوفياء لذلك الضعف، فعندئذٍ تتشكل سبيكتنا العجيبة، السبيكة التي تنصهر فيها تناقضاتنا الأزلية، وعلينا ألا نخجل من تلك الطبيعة إذا لم نستطع أن نفعل شيئاً حيال التصدي لها، لكن؛ مع ذلك؛ علينا ألا نستسلم تماماً، فشرف الإنسان في إبداعيته، والإبداع ما هو إلا مقاومة السائد والمألوف، بل ومحاولة تخطيه.

*****


ماتت الشجرة

صالح جودت - مصر
 

واحسرتاهُ، ماتتِ الشجرهْ

 

 

وتساقطتْ في الظلّ مُحتضَره

أهديتِها لي بعد أنْ عبرتْ

 

 

ما بيننا أُحدوثةٌ عَطِره

عن قطّة بيضاءَ ناعمةٍ

 

 

عاشتْ بغاب كلُّه نَمِره

سُكّانُه ازدحمتْ مطامعُهم

 

 

فيها، وما كانوا بها بَرَره

لكنّها بجميل حِكمتِها

 

 

خرجتْ على الأطماع مُنتصره

 

 

 

****

وسمعتُ من شفتيكِ قصّتَها

 

 

والمُزن من عينيكِ مُنحدره

وفهمتُ ما في الرمز من سببٍ

 

 

إنَّ الرموز تُعَرِّف النَّكِره

ولمستُ كَبْتاً صامتاً عَرِماً

 

 

يرتجّ تحت نعومةِ البشرهْ

وعواطفاً عذراءَ حالمةً

 

 

وأنوثةً شمّاءَ مُدَّخَرهْ

 

 

 

****

وجرى بنا قَصَصٌ إلى قصصٍ

 

 

ومضى الحديثُ يكرّ كالبَكَره

حتى وقفنا عند مُفترَقٍ

 

 

أطرقتِ فيه حييّةً خَفِره

أُلقي السؤالَ إليكِ في حذرٍ

 

 

وإجابتاكِ الصمتُ والعَبَرهْ

مأساتُنا في العيش واحدةٌ

 

 

يا قطّتي، يا أجملَ الهِرَره!

في شرعة الغاباتِ، سيّدتي

 

 

يشقى التقاةُ ويسعد الفَجَرهْ

 

 

 

****

وهممتِ واقفةً، مُخَلِّفةً

 

 

قلباً يُواجه في الهوى قَدَره

وأردتُ أستبقيكِ من وَلَهي

 

 

فوددتِ، واستأذنتِ مُعتذره

ومددتِ نحو فمي يداً ظمئتْ

 

 

لحلاوة القبلاتِ مُنتظره

فلثمتُها، ولو اتّقى خجلي

 

 

ضعفي إليكِ، لثمتُها عَشَره

 

 

 

****

أهديتِ لي من بعدها الشجرهْ

 

 

فينانةً مُخْضلَّةً خَضِره

وقبلتُها وأنا أحسُّ بما

 

 

في لُبِّها من لُعبة خطره

وهمستِ لي: أَحسنْ رعايتَها

 

 

وتَولَّها بأنامل حذره

واسهرْ عليها، فَهْيَ غانيةٌ

 

 

من عاشقات الظلّ في الحُجُره

واللهُ يشهد، كم نزلتُ على

 

 

همسِ الجمال وكلِّ ما أمره

ونفضتُ عنها التُربَ مُنتثراً

 

 

وثنيتُ عنها الريحَ مُعتكره

وذببتُ عنها الطيرَ عابثةً

 

 

ورددتُ عنها الشمسَ مُستعِره

إلا فَراشاتٍ مُلَوَّنةً

 

 

هفهافةً ورديّةَ الوبره

حامتْ عليها تنثني طَرَباً

 

 

وتراقصتْ نشوانةً سَكِره

وتخايلتْ باللون حاليةً

 

 

وتحايلتْ بالضعف مُؤتزِره

فنسيتُ من وَلَهي برونقها

 

 

أنَّ الفَراشة أصلُها حَشَره

راحتْ تدغدغ في رقائقها

 

 

وتمسّها في شِرَّة وشَرَه

وتمصّ ماءَ الجذع واغلةً

 

 

وتميل نحو الجذر مُعتصره

وأنا لجهلي، لا أُحسّ بما

 

 

يجني الفَراشُ فأتّقي خطره

كم من نفوس ترتدي كذباً

 

 

ثوبَ الضعيفةِ وهي مُقتدره

أكلتْ نضارتَها، فما تركتْ

 

 

إلا قشوراً هشَّةً نَخِره

 

 

 

****

واحسرتاه، ماتتِ الشجره

 

 

وتساقطتْ أوراقُها النضره

من يومها، ما جاءني نبأٌ

 

 

عن قطّتي والغاب والنَّمِره

الفألُ، ويحَ الفألِ، يُغرقني

 

 

بهواجس مُسْوَدَّةٍ عَكِره

تُوحي بأنَّ مدى حكايتِها

 

 

أكذوبةٌ في الحبّ مُبتكرَه

وتقول لي: تَخِذتْكَ أُلهيةً

 

 

بشُجيرة كتمائم السَّحَره

ماتتْ، وكانتْ غيرَ مُثمرةٍ

 

 

واهاً لغرس ما له ثمره

وتُضيف: أَقْصِرْ فَهْيَ ناسيةٌ

 

 

هل قطّةٌ للعهد مُدَّكره؟

هي قطّة، كبنات جِلدتها

 

 

وقلوبُهنَّ ثعالبٌ مَكِره

 

 

 

****

تقسو عليكِ هواجسي، وأنا

 

 

أحيا بنفس نصفِ مُنشطره

تقسو عليكِ، فهل أُصدِّقها؟

 

 

أم أنَّها كذّابةٌ أَشِره

سيقول عنّا الناسُ في غدنا

 

 

بقي الأسيرُ، وراح مَنْ أسره

فأقول: ضاعتْ خبرتي بدداً

 

 

وأَضلُّ أهلِ الحبّ من خَبِره

فيمَ انتظاري وَهْمَ عودتها؟

 

 

مات الهوى.. مذ ماتتِ الشجرهْ!

Launch in external player

thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16429185
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة