للتحميل  :: الكليات
معجم في المصطلحات والفروق اللغوية ، تأليف أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي

رابط التحميل

اضغط  icon al-kulleyyat-al-Kafawi.zip (2.02 MB)  هنا

الكليات
معجم في المصطلحات والفروق اللغوية
أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي

دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1419هـ - 1998م. ،
تحقيق: عدنان درويش - محمد المصري
______________________________
بسم الله الرحمن الرحيم

{ فصل الألف }


الألف بكسر اللام هي أول حروف المعجم وأول اسم الله تعالى وأول ما خاطب الله به عباده في الوجود بقوله { الست بربكم } وهي من أقصى الحلق وهو مبدأ المخارج و الألف بالسكون اسم علم لكمال العدد بكمال ثالث رتبة مذكر ولا يجوز تأنيثه بدليل { يمددكم ربكم بخمسة آلاف } وقولهم { هذه ألف درهم } لمعنى الدراهم وآلفه يؤالفه إلافا وآلفه يؤلفه إيلافا والإيلاف في التنزيل لمعنى العهد واللام فيه للتعجب أي اعجبوا لإيلاف قريش أو موصولة بما قبلها أي لتألف قريش وألفه يألفه أعطاه ألفا وألف بينهما تأليفا أي أوقع الألفة والألفة بالضم اسم من الائتلاف والإلف كالفسق الاليف ثم الألف وسائر الحروف التي يتركب منها الكلام مسميات لأسماء تتهجى واسميتها لدخولها في حد الاسم واتصافها بخواصه وبه صرح الخليل وأبو علي وما رواه ابن مسعود وهو لا أقول ألف حرف إلخ المراد المسميات أي مسمى هذا اللفظ حرف من يشهده فله حسنة لأن النبي - عليه الصلاة والسلام - بصدد بيان ثواب مسميات الألفاظ التي تتهجى بها لا الكلمات ولا المركبات منها إذ اللائق بمقام الترغيب تكثير الفائدة فالحسنة بعدد الحروف مطلقا مكتوبة كانت أو ملفوظة كالألفاظ في { الحواميم } و { الطواسين } و { كهيعص } و { طه } و { ص } و { ق } و { الر } وكذا { الرحمن } و { إبراهيم } و { إسحق } و { إسمعيل } وكذا ألف { هذا } و { هؤلاء } و { أولئك } و { لكن } و { لكن } و { ثلث } و { ثلثين } وقد تقرر في فنه أن المراد من موضوع القضية ذاته لا لفظه إلا أن يقتضي المقام ذلك وإطلاق المتقدمين على هذه الالفاظ بالحروف بعد البرهان على اسميتها


يصرف إلى التسامح أو يدفع بالعرف المتجدد ألف القطع فكل ما ثبت في الوصل فهو ألف القطع ك { أحمد } و { أحسن } ألف الوصل وما لم يثبت فهو ألف الوصل ك { استخرج } و { استوفى } الألف المجهولة كل ألف لإشباع الفتحة في الاسم أو الفعل فهي الألف المجهولة كألف { فاعل } و { فاعول } الألف المحولة كل ألف أصلها واو أو ياء ك { باع } و { قال } فهي المحولة وكل ألف التأنيث فهي على { فعلى } مثلثة الفاء ك { طوبى } و { ذكرى } و { مرضى } كل كلمة في آخرها ألف إن كانت حروفا فيكتب الجميع بالألف إلا { بلى } و { على } و { حتى } وكذا إذا كانت مبنية إلا { أنى } و { متى } و { لدى } وإن كانت أسماء معربة زائدة على الثلاثة فصاعدا فيكتب جميعها بالياء لا غير لأن الواو تنقلب إلى الياء فيها إلا فيما إذا كان قبل الألف ياء نحو { العليا } و { الدنيا } كراهة الجمع بين الياءين إلا في نحو { يحيى } و { ربي } علمين للفرق وإن كانت الأسماء المعربة ثلاثية فحينئذ ينظر إلى أصلها الذي انقلب منه الألف فإن كان ياء فيكتب بالياء تنبيها على أصلها ويعدل عن جواز إمالتها وإن كان واوا فيكتب بالألف ك { عصا } والفعل الثلاثي ينظر إلى أصله فما زاد فبالياء لا غير وقد نظم بعض الأدباء
إذا الفعل يوما غم عنك هجاؤه
فألحق به تاء الخطاب ولا تقف
فإن تر قبل التاء ياء فكتبه
بياء وإلا فهو يكتب بالألف
ولا تحسب الفعل الثلاثي والذي
تعداه والمهموز في ذاك يختلف
وإن كان منونا فالمختار أنه يكتب بالياء وهو قياس المبرد وقياس المازني أنه يكتب بالألف وقياس سيبويه أن المنصوب يكتب بالألف وما سواه بالياء وإن جهل كون الألف من الواو والياء بأن لم يكن شيء مما ذكر فإن أملت فالياء نحو { متى } وإلا فالألف وقد نظمت فيه
وكتب ذوات الياء بالألف جائز
وكتب ذوات الواو بالياء باطل
وقصر ذوي مد يجوز بلا مرا
ومد ذوي قصر خطاء وعاطل
وتذكير تأنيث من العكس أسهل


فلا تنس واحفظ أنت في العصر كامل
كل همزة بعدها حرف مد كصورتها فإنها تحذف ولذلك كتبوا نحو { خطأ } في حال النصب بألف واحدة و { مستهزؤن } بواو واحدة و { مستهزئين } بياء واحدة وقد تقلب الهمزة في نحو { مستهزئين } فيكتب بياءين ولم يفعلوا في { مستهزؤن } كذلك فكأنهم لما استثقلوا الواوين لفظاً استثقلوهما خطأ وليس الياء في الاستثقال مثلها كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الأخرى


ساكنة فلك أن تصيرها واوا إن كانت الأولى مضمومة أو ياء إن كانت الأولى مكسورة أو ألفا إن كانت الأولى مفتوحة كل اسم ممدود فلا تخلو همزته إما أن تكون أصلية فتتركها في التثنية على ما هي عليه فتقول { خطاآان } وإما أن تكون للتأنيث فتقلبها في التثنية واوا لا غير فتقول { صفراوان } و { سوداوان } وإما أن تكون منقلبة عن واو أو ياء أصلية مثل { كساء } و { رداء } أو ملحقة مثل { علباء } و { حرباء } ب { سرداح } و { شملال } فأنت فيها بالخيار إن شئت تقلبها واوا مثل التأنيث وإن شئت تتركها همزة مثل الأصلية وهو أجود فتقول { كساآن } و { رداآن } كل كلمة أولها همزة وصل مفتوحة دخلتها همزة الاستفهام وذلك في صورتين الأولى لام التعريف والثانية { ايمن الله } و { ايم الله } فإن همزة الوصل لا تكون مفتوحة إلا فيهما الألف الفاصلة والألف الفاصلة تثبت بعد واو الجمع في الخط ك { شكروا } لتفصل بين الواو وما بعدها والفاصلة بين علامات الإناث وبين النون الثقيلة ك { افعلنان } ألف العوض وألف العوض تبدل من التنوين ك { رأيت زيدا } وألف الصلة اجتلبت في أواخر الأسماء وألف الوصل في أوائل الأسماء والأفعال وألف النون الخفيفة ك { نسفعا } وألف الجمع ك { مساجد } و { جبال } وألف التفضيل والتقصير ك { هو أكرم منك } و { أجهل منه } وألف النداء { أزيد } تريد يا زيد وألف الندبة { وازيداه } وألف التأنيث كمدة { حمراء } وألف { سكرى } و { حبلى } وألف التثنية كما في { يذهبان } و { الزيدان } والألف مشتركة بين العام والخاص وقد راعوا في وضع الاسم التشابه حيث سموا الهمزة والألف باسم واحد والتمييز بوضع الاسم للألف ونبهوا على كثرة الألف وقلة الهمزة بذلك حيث لم يسموا الهمزة باسم خاص وقد يطلق الألف على الهمزة إما لكونها اسما للساكنة والمتحركة جميعا كما قيل أو على سبيل المجاز لكونها تكتب بصورة الألف إذا كانت في أول الكلمة ووضع الخط أن يكتب كل


كلمة على صورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقف عليها نحو { مه أنت } إلا إذا اتصل { ما } الاستفهامية بحرف الجر فإنه لا يكتب بالهاء نحو { حتام } و { إلام } و { علام } وذلك لشدة الاتصال حيث صارتا كالشيء الواحد وللاتصال المذكور أيضا كتب { مم } و { عم } بغير النون ويكتب { أنا زيد } بالألف إذ الوقف كذلك ومنه { لكنا هو الله ربي } وتاء التأنيث في نحو { رحمة } بالهاء إذ الوقف بها
ويكتب المنون المنصوب بالألف وغير المنصوب بالحذف إذ الوقف كذلك
{ الألف اللينة والألف المتحركة }
والألف على ضربين لينة ومتحركة فاللينة تسمى ألفا والمتحركة تسمى همزة قال بعضهم الألف إذا تحركت صارت همزة والهمزة إذا سكنت ومدت صارت ألفا ولهذا شبهوهما بالهواء والريح وقد نظمت فيه
كألف يريك الدهر في أعين الورى
ولو شاء يبدى للعيون كهمزة
فكم من سكون مد بالريح كالهوا
إليك فكم في الغيب عون بنصرة


وذكر ابن جني في سر الصناعة أن الألف في الأصل اسم الهمزة واستعمالهم إياها في غيرها توسع واتفق العارفون بعلم الحروف على أن الألف ليست بحرف تام بل هي مادة جميع الحروف فإن الحرف التام هو الذي يتعين له صورة في النطق والكتابة معا والألف ليست كذلك فإن صورتها تظهر في الخط لا في النطق عكس الهمزة فإن الهمزة تظهر صورتها في النطق لا في الخط فمجموع الهمزة والألف عندهم حرف واحد والألف إن كانت حاصلة من إشباع الحركات كانت مصوتة وإلا فهي صامتة سواء كانت متحركة أو ساكنة والألف إذا كانت صامتة تسمى همزة والمصوتة هي التي تسمى في النحو حروف المد واللين ولا يمكن الابتداء بها والصامتة ما عداها والمصوتة لا شك أنها من الهيئات العارضة للصوت والصوامت فيها ما لا يمكن تمديده كالباء والتاء والدال والطاء وهي لا توجد إلا في الآن الذي هو آخر زمان حبس النفس وأول زمان إرساله وهي بالنسبة إلى الصوت كالنقطة بالنسبة إلى الخط والآن بالنسبة إلى الزمان وهذه الحروف ليست بأصوات ولا عوارض في أصوات وإنما هي أمور تحدث في مبدإ حدوث الأصوات وإذا عرفت هذا فنقول لا خلاف في أن الساكن إذا كان حرفا مصوتا لم يمكن الابتداء به وإنما الخلاف في الابتداء بالساكن الصامت فقد منع إمكان الابتداء به قوم للتجرية وجوزه الآخرون قال العلامة الكافيجي والحق ههنا هو التفصيل بأن يقال إن كان السكون للساكن لازما لذاته فيمتنع كالألف وإلا فيمكن لكنه لم يقع في كلامهم لسلامة لغتهم من كل لكن وبشاعة وحق ألف الوصل الدخول في الأفعال نحو { انطلق


و { اقتدر } وأما الأسماء التي ليست بجارية على أفعالها فألف الوصل غير داخلة عليها إنما دخلت على أسماء قليلة وجعلوها في الأسماء العشرة عوضا عن اللام المحذوفة حتى احتاجوا في { امرئ } إلى حمله على { ابن } بجامع أن لامه همزة ويلحقها الحذف فيقال { مر } و { بن } فجعل همزة الوصل في { اسم } عوضا عن الصدر دون العجز خلاف ما عهد في كلامهم من نظائره وهمزة الوصل ما عدا الأسماء العشرة همزة


الماضي والمصدر والأمر الخماسي والسداسي وهمزة أمر الحاضر من الثلاثي والهمزة المتصلة بلام التعريف وتقلب همزة الوصل ألفا كما يفعل بالتي مع لام التعريف نحو { الله أذن لكم } وهمزة القطع باب الإفعال وهمزة الجمع ونفس المتكلم من كل باب وهمزة الاستفهام وقطعت الهمزة في النداء ووصلت في غيره لأن تعريف النداء أغنى عن تعريفها فجرت مجرى الهمزة الأصلية فقطعت وفي غير النداء لما لم ينخلع عنه معنى التعريف رأسا وصلوا الهمزة والهمزة في الصدر تكتب على صورة الألف في كل حال وفي الوسط إذا كانت ساكنة تكتب على وفق حركة ما قبلها ك { رأس } و { لؤم } و { ذئب } وإذا كانت متحركة وسكن ما قبلها تكتب على وفق حركة نفسها نحو { يسأل } و { يلؤم } و { يسئم } وكثر حذف المفتوحة بعد الألف ك { ساءل } وقل بعد ساكن تنقل إليه حركتها ك { مسئلة } وإذا كانت متحركة بعد متحرك فهي كتخفيفها ف { مؤجل } بالواو و { فئة } بالياء والباقي بحرف حركتها وفي الأول المتصل به غيره لا يكون كالوسط فتكتب بالألف نحو { بأحد } و { لأحد } بخلاف { لئلا } لكثرة استعماله أو لكراهة صورته وبخلاف { لئن } لكثرته وفي الآخر تكتب بحرف حركة ما قبلها ك { قرأ } و { قرئ } و { ردؤ } فإن سكن ما قبلها حذفت ك { خبء } و { ملء } وهمزة ألف التأنيث الممدودة ألف في الأصل بخلاف المقصورة والألف إذا كانت لاما وجهل أصلها حملت على الانقلاب عن الياء بخلاف ما إذا كانت عينا فإنها تحمل على الانقلاب عن الواو وألف التأنيث إذا كانت رابعة تثبت في التكسير نحو { حبلى } و { حبالى } و { سكرى } و { سكارى } وليست التاء كذلك بل قد تحذف في التكسير نحو { طلحة وطلاح } ولما كانت الألف مختلطة بالاسم كان لها مزية على التاء فصارت مشاركتها في التأنيث علة ومزيتها عليها علة أخرى فكأنه تأنيثان ولذلك منعت الصرف وحدها ولم تمنع التاء إلا مع سبب آخر وألف التأنيث تبنى مع الاسم وتصير كبعض حروفه ويتغير


الاسم معها عن هيئة التذكير فزادت على التأنيث قوة لكن دخول تاء التأنيث في الكلام أكثر من دخولها لأنها قد تدخل في الأفعال الماضية للتأنيث وتدخل المذكر للتأكيد والمبالغة نحو { علامة } و { نسابة } وتحذف الألف من الأسماء الأعجمية الكثيرة الاستعمال ك { إبراهيم } و { إسرئيل } كما يحذف أحد الواوين من { داود } لكثرة الاستعمال ولا تحذف الألف مما لا يكثر استعماله ك { هاروت } و { ماروت } وما كان على { فاعل } ك { صالح } يجوز إثبات ألفه وحذفها إن كثر استعماله وإلا فلا يحذف


ك { سالم } وما كثر استعماله ودخله الألف واللام يكتب بغير الألف فإن حذفتهما أثبت الألف تقول { قال الحرث } و { قال حارث } ولا يحذف من { عمران } ويجوز الحذف والإثبات في { عثمان } و { معاوية } و { سفيان } و { مروان } وتكتب الألف في نفس المتكلم مع الغير إذا كان واويا كما في { نرجوا } ونظيره قوله تعالى { أندعوا من دون الله } وكتب الألف في { ذووا } واقع من الثقات وزيدت الألف بعد الواو آخر اسم مجموع نحو { بنوا إسرائيل } و { أولوا الألباب } بخلاف المفرد نحو { لذو علم } إلا { الربوا } و { إن امرؤا هلك } وآخر فعل مفرد أو جمع مرفوع أو منصوب إلا { جاؤ } و { باؤ } { وعتوا عتوا } { والذين تبوؤ الدار } { فإن فاؤ } { عسى الله أن يعفو عنهم } في النساء و { سعو في آياتنا } في سبأ كذا في الاتقان وتكتب ألف { الصلواة } و { الزكواة } بمعنى { نما } أو { طهر } و { الربوا } غير مضافات بالواو على لغة من يفخم وزيدت الألف بعدها تشبيها لها بواو الجمع ويحتمل أن يكون من هذا القبيل كتب الألف بعد الواو في الأفعال المضارعة المفردة مرفوعة كانت أو منصوبة في كل القرآن والحق أن مثل ذلك يكتب في المصحف بالواو اقتداء بنقله عن عثمان رضي الله تعالى عنه وفي غيره بالألف وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياسات التي بني عليها علم الخط والهجاء قال ابن درستويه خطان لا يقاسان خط العروض وخط القرآن وتدخل الألف للفرق بين الضمير المرفوع والضمير المنصوب في نحو قوله تعالى { وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } فتحذف إذا أردت { كالوا لهم ووزنوا لهم } لأن الضمير منصوب وإذا أردت { كالوا } في أنفسهم و { وزنوا } في أنفسهم أثبت الألف مثل { قاموا هم } و { قعدوا هم } لأن الضمير مرفوع وزادوها في { مائة } فرقا بينه وبين { منه } وألحقوا المثنى بها بخلاف الجمع والألف دائما حرف مد ولين والياء بعد الفتحة حرف لين وبعد الضمة والكسرة حرف مد ولين