للاستماع والتحميل: علوم ومعارف : أبو بكر بن عياش،الخياط بن سالم، الكوفي
إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب: معجم الأدباء  ياقوت الحموي
 إعداد وتقديم وإخراج : د. محمود السيد الدغيم


رابط التحميل والاستماع
اضغط icon Science-Khayyat.ram (2.35 MB) هنا
علوم ومعارف: أبو بكر بن عياش،الخياط
يتضمن هذا البرنامج حلقة واحدة
أعدَّ هذا البرنامج الإذاعي اليومي الصباحي وقدّمه: د. محمود السيد الدغيم حينما كان يعمل في محطة ام بي سي اف ام، وكان بثُّ هذا البرنامج بعد صلاة الصبح مباشرة بتوقيت مكة المكرمة، والهدف منه الفصل بين الأذان، وبقية البرامج، وقدَّمَ من هذا البرنامج أكثر من مئتي حلقة بمعدل حلقة واحدة يومياً
نأمل لكم وقتاً ممتعاً
{playerflv}/flv/Science-Khayyat.flv|400|40|#000000|{/playerflv}
يمكنكم إيقاف الملف الأعلى وتشغيل الملف الأدنى للتحكم بمستوى الصوت، بالضغط على السهم الأبيض وسط المربع الأسود


إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب: معجم الأدباء  ياقوت الحموي
أبو بكر بن عياش،الخياط
بن سالم، الكوفي الخياط مولى واصل بن حيان الأسدي الأحدب، واختلف في اسمه، فقيل: اسمه قتيبة، وقيل شعبة، وقيل عبد الله، وقيل محمد، وقيل مطرف، وقيل سالم، وقيل عنترة، وقيل أحمد، وقيل عتيق، وقيل رؤبة، وقيل حماد، وقيل حسين، وقيل قاسم، وقيل لا يعرف له اسم، وأظهر ذلك شعبة ومطرف، قال الهيثم بن عدي: اسم أبي بكر مطرف بن النهشلي ومات ابن عياش في سنة ثلاث وتسعين ومائة، في السنة التي مات فيها الرشيد بن المهدي قبله بشهر، وفيها مات غندر، وعبد الله بن إدريس.
وروى أن اب عياش مات في سنة اثنتين وتسعين، والأول أظهر.
ومولده سنة سبع وتسعين، في أيام سليمان بن عبد الملك، وروى سنة أربع وتسعين، وروى سنة خمس وتسعين، وكان ابن عياش يقول: أنا نصف الإسلام.
وقال الحسين بن فهم: وقد ذكر جماعة لا تعرف أسماؤهم، منهم أبو بكر بن أبي مريم، وأبو بكر ابن أبي سبرة، وأبو بكر بن محمد، بن عمرو، بن حزم، وأبو بكر بن عبد الرحمن،وأبو بكر بن عياش، وأبو بكر بن أبي العرامس. وقال أبو الحسن الأهوازي المقرئ في كتابه: وإنما وقع هذا الاختلاف في اسم أبي بكر،لأنه كان رجلاً مهيباً، فكانوا يهابونه أن يسألوه، فروى كل واحد على ما وقع له قلت: وقد روى المرز باني في كتابه: أن جماعة من أهل العلم، سألوه عن اسمه، واختلفت أقوالهم على ما تقدم، ولولا كراهة الإطالة لذكرته. وكان ابن عياش معظماً عند العلماء وقد لقي الفرزدق، وذا الرمة، وروى عنهما شيئاً من شعرهما.
حدث المرز باني: حدثنا أحمد بن عيسى، عن أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا محمد بن يزيد قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: كان أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن. قال عزوجل: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم)، إلى قوله: (أولئك هم الصادقون)، فهؤلاء سموه خليفة رسول الله، وهؤلاء لا يكذبون.
وحدث المرزباني بإسناده إلى زكريا بن يحيى الطائي قال:سمعت أبا بكر بن عياش يقول: إني أريد أن أتكلم اليوم بكلام، لا يخالفني فيه أحد إلا هجرته ثلاثاً. قالوا: قل يا أبا بكر. قال: ما ولد لآدم عليه السلام، مولود بعد النبيين و المرسلين، أفضل من أبي بكر الصديق. قالوا: صدقت يا أبا بكر، ولا يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام؟ قال: ولا يوشع بن نون، إلا أن يكون نبياً. ثم فسره فقال: قال الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير هذه الأمة أبو بكر).
قال زكريا بن يحيى: وسمعت ابن عياش يقول: لو أتاني أبو بكر وعمر وعلي - رضي الله عنهم - في حاجة، لبدأ بحاجة علي قبل حاجة أبي بكر وعمر، لقرابته من رسول الله، ولأن أخر من السماء إلى الأرض، أحب إلي من أن أقدمه عليهما. وكان يقدم علياً على عثمان، ولا يغلو ولا يقول إلا خيراً. وحدث المرزباني بإسناده عن أبي بكر بن عياش، عن ذر، عن عبد الله قال: إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه، خير القلوب، بعد قلبه فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم، يقاتلون عن دينه، فما رأى المسلمون حسناً، فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئاً، فهو عند الله سيئ قال أبو بكر ابن عياش: وأنا أقول: إنهم رأوا أن يولوا أبا بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وحدث المرزباني، حدثنا أبو محمد بن مخلد، حدثنا أبو عمر العطاري قال: بعث أبو بكر بن عياش، إلى أبي يوسف الأعشى، فمضيت مع أبي يوسف، ومع عبد الوهاب ابن عمر، والعباس بن عمير، فدخلنا إليه وهو في علية له فقال لأبي يوسف: قد قرأت علي القرآن مرتين. وقد نقلت عني القرآن، فاقرأ علي آخر الأنفال، واقرأ علي من رأس المائة من براءة، واقرأ علي كذا، واقرأ كذا فقال له أبو يوسف: يا أبا بكر، هذا القرآن، والحديث، والفقه، وأكثر الأشياء أفدتها بعد ما كبرت، أو لم تزل فيه مذ كنت؟ ففكر هنيهة ثم قال: بلغت وأنا ابن ست عشرة سنة، فكنت فيما يكون فيه الشبان مما يعرف وينكر سنتي، ثم وعظت فسي وزجرتها، وأقبلت على الخير وقراءة القرآن، فكنت أختلف إلى عاصم في كل يوم، وربما مطرنا ليلاً، فأنزع سراويلي وأخوض الماء إلى حقوي، فقال له أبو يوسف: ومن أين هذا الماء كله؟ قال: كنا إذا مطرنا، جاء ماء الحيرة إلينا، حتى يدخل الكوفة.
وكنت إذا قرأت على عاصم، أتيت الكلبي فسألته عن تفسيره، وأخبرني أبو بكر أن عاصماً أخبره أنه كان يأتي زر بن حبيش، فيقرئه خمس آيات لا يزيد عليها شيئاً، ثم يأتي أبا عبد الرحمن السلمي، فيعرضها عليه، فكانت توافق قراءة زر، قراءة أبي عبد الرحمن، وكان أبو عبد الرحمن، قرأ على علي عليه السلام، وكان زر بن حبيش الشكري العاطردي قرأ على عبد الله بن مسعود القرآن كله، في كل يوم آية واحدة، لا يزيده عليها شيئاً، فإذا كانت آية قصيرة استقلها زر من عبد الله، فيقول عبد الله: خذها، فوالذي نفسي بيده، لهي خير من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو بكر، وصدق والله، ونحن نقول كما قال أبو بكر بن عياش، إذ حدثنا عن عاصم عن زر، عن عبد الله قال: هذا والله الذي لا إله إلا هو حق، كما أنكم عندي جلوس، والله ما كذبت، والله ما كذب عاصم بن أبي النجود، والله ما كذب زر، والله ما كذب عبد الله بن مسعود، وإن هذا لحق كما أنكم عندي جلوس.
وحدث عمن أسنده إلى أحمد بن عبد الله بن يونس قال: ذكر النبيذ عند العباس بن موسى، فقال: إن ابن إدريس يحرمه، فقال أبو بكر بن عياش: إن كان النبيذ حراماً، فالناس كلهم أهل ردة.
وحدث المرزباني قال: قال عبد الله بن عياش: كنت أنا وسفيان الثوري وشريك، نتماشى بين الحيرة والكوفة، فرأينا شيخاً أبيض الرأس واللحية، حسن السمت والهيئة، فظننا أن عنده شيئاً من الحديث، وأنه قد أدرك الناس، وكان سفيان أطلبنا للحديث، وأشدنا بحثاً عنه، فتقدم إليه وقال: يا هذا، عندك شيء من الحديث؟ فقال: أما حديث فلا، ولكن عندي عتيق سنتين، فنظرنا فإذا هو خمار. وحدث أبو بكر بن عياش قال: الفرزدق بالكوفة ينعي عمر بن عبد العزيز، - رضي الله عنه -، فقال: كم من شريعة عدل قد سننت لهـم  كانت أميتت وأخرى منك تنتظـر
يا لهف نفسي ولهف اللاهفين معي  على العدول التي تغتالها الحفـر
وحدث بإسناده عن ابن كناسة قال: حدثني أبو بكر ابن عياش قال: كنت إذ أنا شاب إذا أصابتني مصيبة، تصبرت ورددت البكاء، فكان ذلك يوجعني ويزيدني ألماً، حتى رأيت بالكناسة أعرابياً واقفاً، وقد اجتمع الناس حوله فأنشد: خليلي عوجا من صدور الرواحل  بجهور حزوى وابكيا في المنازل 
لعل انحدار الدمع يعـقـب راحة  من الوجد أو يشفي نجي البلابل
  فسألت عنه، فقيل: ذو الرمة. قال: فأصابتني بعد ذلك مصائب، فكنت أبيك فأجد راحة، فقلت في نفسي: - قاتل الله - الأعرابي، ما كان أبصره وأعلمه!!.
وحدث المرزباني، عن الحسن النحوي، عن محمد بن عثمان، بن أبي شيبة قال: سمعت عمي القاسم بن محمد يقول: حدثني يحيى بن آدم قال: لما قدم هارون الرشيد الكوفة، نزل الحيرة، ثم بعث إلى أبي بكر ابن عياش، فحملناه إليه، وكنت أنا أقتاده بعد ذهاب بصره، فلما انتهينا إلى باب الخليفة، ذهب الحجاب يأخذون أبا بكر مني، فأمسك أبو بكر بيدي وقال: هذا قائدي لا يفارقني، فقالوا: ادخل أنت وقائدك يا أبا بكر، قال يحيى: فدخلت به، وإذا هارون جالس وحده، فلما دنا منه أنذرته، فسلم عليه بالخلافة، فأحسن هارون الرد، فأجلسته حيث أمرت، ثم خرجت فقعدت في مكان أراهما وأسمع كلامهما، قال: فجعلت أنظر إلى هارون يتلمح أبا بكر قال: وكان أبو بكر رجلاً قد كبر، وضعفت رقبته، فاتكأ ذقنه على صدره، فسكت هارون عنه ساعة، ثم قال له: يا أبا بكر، فقال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: إني سائلك عن أمر فأسألك بالله لما صدقتني عنه، قال: إن كان علمه عندي، قال: إنك قد أدركت أمر بني أمية وأمرنا، فأسألك بالله، أيهما كان أقرب إلى الحق؟ قال يحيى: فقلت في نفسي: اللهم وفقه وثبته، قال: فأطال أبو بكر في الجواب، ثم قال له: يا أمير المؤمنين، أما بنو أمية فكانوا أنفع للناس منكم، وأنتم أقوم بالصلاة منهم. قال: فجعل هارون يشير بيده ويقول: إن في الصلاة، إن في الصلاة.
قال: ثم خرج فتبعه الفضل بن الربيع، فقال: يا أبا بكر: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بثلاثين ألفاً، فقال أبو بكر: فما لقائدي؟ فضحك الفضل وقال: لقائدك خمسة آلاف. قال يحيى: فأخذت الخمسة آلاف قبل أن يأخذ أبو بكر الثلاثين.
وحدث بإسناد رفعه إلى أبي بكر بن عياش، قال: دخلت على هارو أمير المؤمنين، فسلمت وجلست، فدخل فتىً من أحسن الناس وجهاً، فسلم وجلس. فقال لي هارون: يا أبا بكر: أتعرف هذا؟ قلت: لا، قال: هذا ابني محمد، ادع الله له، فقلت: يا أمير المؤمنين، حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله فاتح عليكم مشارق الأرض ومغاربها، وإن عمال ذلك الزمان في النار إلا من اتقى، وأدى الأمانة). فانتفض وتغير، وقال يا مسرور: اكتب، ثم سكت ساعة، وقال: يا أبا بكر، ألا تحدثني، فقلت: يا أمير المؤمنين، حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدري ما قال عمر بن الخطاب للهروان؟ قال: وما قال له؟ قلت: قال له ما يمنعك من حب المال؟ وأنت كافر القلب، طويل الأمل، قال: لأني قد علمت أن الذي لي سوف يأتيني، والذي أخلفه بعدي يكون وباله علي. ثم قال يا مسرور: اكتب ويحك. ثم قال: ألك حاجة يا أبا بكر؟ قلت: تردني كما جئت بي، قال: ليست هذه حاجة، سل غيرها، قلت: يا أمير المؤمنين: لي بنات أخت ضعاف، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لهن بشيء، قال: قدر لهن، قلت: يقول غيري، قال: لا يقول غيرك، قلت: عشرى آلاف، قال: لهن عشرة آلاف، وعشرة آلاف، وعشرة آلاف، وعشرة آلاف، وعشرة آلاف، يا فضل اكتب بها إلى الكوفة، وألا تحبس عليه. ثم قال: اصنرف ولا تنسنا من دعائك.
وحدث بإسناده عن العباس بن بنان قال: كنا عند أبي بكر بن عياش، يقرأ علينا كتاب مغيرة، فغمض عينيه فحركه جهور، وقال له: تنام يا أبا بكر؟ فقال لا، ولك مر ثقيل فغمضت عيني. وحدث أبو هاشم الدلال قال: رأيت أبا بكر بن عياش مهموماً، فقلت له: مالي أراك مهموماً؟ قال: سيف كسرى لا أدري إلى من صار. وقال محمد بن كناسة: يذكر أصحاب أبي بكر بن عياش: لله مشيخة فجعت بـهـم  كانت تزيغ إلى أبي بكر
سرج لقوم يهتدون بـهـا  وفضائل تنمى ولا تجري 
وحدث المدائني قال: كان أبو بكر بن عياش أبرص، وكان رجل من قريش يرمى بشرب الخمر، فقال له أبو بكر ابن عياش يداعبه، زعموا أن نبياً قد بعث بحل الخمر. فقال له القرشي، إذاً لا أومن حتى يبرئ الأكمه والأبرص.
أنشد أبو بكر بن عياش اتلمحدث، ويقال إنهما له: إن الكريم الذي تبقـى مـودتـه  ويكتم السر إن صافى وإن صرما 
ليس الكريم الذي إن زل صاحبـه  أفشى، وقال عليه كل ما علمـا