للتحميل كتاب الهجرة ومقدماتها

تأليف : د. يحيى إبراهيم اليحيى

رابط تحميل الكتاب

اضغط icon Hijrah-Yahya.zip (109.76 KB)  هنا

*******

الهجرة ومقدماتها

د. يحي إبراهيم اليحي

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.

أما بعد:

فهذا هو الكتاب الرابع من سلسلة (دروس وعبر من سيرة خير البشر)، وقد ابتدأته بالحديث عن عام (الحزن) فمنه ابتدأ خط المقاومة والإيذاء للرسول صلى الله عليه وسلم ينحو منحًى جديدًا فقد ذهب الذي كانت تداريه قريش وتخشى منه وهو عمه أبو طالب، فصبت جام غضبها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأت تلحق به من أصناف الأذى مما لم يكن يعرفه في حياة عمه، ثم ذهب الذي كان يواسيه ويسري عنه ويصبره وهي زوجته (خديجة) رضي الله عنها وأرضاها، فجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحث عن محضن جديد ومقر آمن لدعوته، فكانت رحلته إلى الطائف، ثم عَرْضُ الإسلام على أهل المدينة، الذي أفرز بيعتي العقبة، وما تلاها من التخطيط للهجرة إلى أن هاجر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.


عام الحزن

بعد نقض الصحيفة بيسير أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمه أبي طالب الذي كان يحوطه ويدافع عنه، ثم توفيت زوجته خديجة رضي الله عنها التي كانت خير سند له، ووقفت بجانبه تطمئنه وتثبته من أول يوم نزل فيه الوحي، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك حزناً شديداً، حتى سمي ذلك العام بعام الحزن.

عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (( تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبً مِنْ ذَلِكَ وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ ))([1]).

عن سيعد بن الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (( لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: أَيْ عَمِّ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} (التوبة: 113)، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (القصص: 56) ))([2]).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّهِ: (( قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: لَوْلا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ يَقُولُونَ إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجَزَعُ لأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ))([3]).

الدروس والعظات:

ذاق رسول الله صلى الله عليه وسلم المحن بأنواعها وابتلي بأصناف البلاء، وها هو يبتلى في وفاة زوجته التي تشكل حماية داخلية له بعد الله تعالى، فهي الذراع الحاني تطمئنه وتواصيه وتصبره، وتمسح عنه النكد والتعب الذي يلاقيه من قريش، وفي العام نفسه ابتلي بوفاة عمه الذي كان يحوطه....حمل الكتاب واقرأ البقية ....



([1])  رواه البخاري ( ح 3896 ).

([2])  رواه البخاري ( ح 4772 )، ورواه مسلم ( ح 24 ).

([3])  رواه مسلم ( ح 25 ).

 

 

******


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16406989
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة