العنوان:» المسلمون في آسيا الوسطى والبلقان «  . تاريخ من الظلم والاضطهاد عاشه المسلمون خلال القرن الماضي) (الكاتب:محمود السيد الدغيم)(ت .م:03-02-1994) (ت .هـ:23-08-1414)(العدد:11311) (الصفحة:18) 


ليس هذا أول كتاب نعرضه من كتب الدكتور محمد حرب رئيس المركز المصري للدراسات العثمانية وبحوث العالم التركي، اذ سبق ان عرضنا كتابه »البوسنة والهرسك« في هذه الصفحة (6 أيار - مايو ٣٩٩١م، . وكما سلَّط في ذلك الكتاب الأضواء على الزوايا المجهولة في قضية البوسنة والهرسك، فهو ينير في كتابه الجديد واقع المسلمين - في آسيا الوسطى والبلقان . ويمتاز الكتاب الجديد عن غيره بتناول أوضاع تلك المناطق الدامية بشكل مُفصّل يجمع بين التأريخ والأدب والدراسة الاجتماعية بتناسق قلّما نجده في مؤلفات الآخرين . ويمكننا القول إنّ المؤلف رَفد المكتبة العربية بكتاب يمتاز بسرد الوقائع التاريخية إستناداً الى المصادر العربية والعثمانية والتركية، وأضاف الى القديم ما أفرزته الاحداث المعاصرة من خلال متابعة ما تَبُثُّه وسائل الاعلام العربية والتركية، مما ساهم بتقديم صورة واضحة لما يرمي اليه المؤلف . دار الكتاب حول محورين أساسيين ذكرهما المؤلف في المقدمة، وهما:الوضع الراهن لهذه الشعوب (في آسيا الوسطى والبلقان،، والآداب المعاصرة لهذه الشعوب . وتوزع الكتاب الى خمسة أبواب . الباب الأول »آسيا الوسطى (تركستان والقوقاز،« يتكوّن من فصلين، الأول »معاناة مسلمي آسيا الوسطى من الشيوعية وآثارها« ويتضّمن »قضية اغتيال الحروف العربية التي كانت تُكتَب بها اللغة التركية في تركستان ( . . .، وسيلة لاغتيال الثقافة الاسلامية، والقضاء على الاسلام، وعلى الهوية المسلمة في هذه الديار« على أيدي الروس في تركستان الغربية سنة ٨٢٩١م، والصينيين في تركستان الشرقية (سين كيانج، سنة 1956م . وأوضح المؤلف صورة الاسلام والصراع القومي في الاتحاد السوفياتي (السابق، وحاجة المسلمين في البلقان وآسيا الوسطى الى دعم إخوتهم المسلمين الآخرين بُغية انقاذهم من صراع »المذهبية الايرانية والعلمانية التركية« والمطامع الروسية الأرثوذكسية وأوروبا الكاثوليكية . وعرض المؤلف في الفصل الثاني »واقع الدول الاسلامية المستقلة في تركستان والقوقاز« والمكوّنة من:آذربيجان، وقازاقستان، والقرم، ومسلمي جورجيا، وطاجيكستان، وتتارستان . وقدم صورة عن الاساليب اللاإنــسانية التــي يمــارسها أعداء الاسلام ضد المســلمين المســتضعفين، مــعززاً كلامـه بالأرقام الموثّقــة، والاحصاءات الدقيقة، وأماط اللثام عن حقيقة الأوضــاع في تلك البلاد المسلمة بشكل لم يُعهد من قبل في الكتب السطحية التي اكتفت بالقشور . الباب الثاني »تركستان الشرقية« يتكون من ستة فصول تضمّنت »التعريف بقضية تركستان الشرقية، والأذى الذي ألحقه الانتاج الذريّ الصينيّ بها أرضاً وشعباً، بالاضافة الى خُطط استيلاء الصين على أراضي المسلمين وثروات بلادهم الطبيعية التي »تملك احتياطياً بترولياً ضخماً يفوق احتياطي بترول الشرق الأوسط . . .« . وسلّط المؤلف الأضواء على عيسى يوسف آلب تكين رئيس وزراء تركستان الشرقية لغاية سنة ٧٤٩١م، وكُتُبِهِ:»قضية تركستان الشرقية« و»مأساة تركستان الشرقية« و»استمرار الفظائع الشيوعية في تركستان الشرقية« و»مجلة صوت تركستان« التي يصدرها عن المركز الوطني لتركستان الشرقية في اسطنبول بثلاث لغات:العربية والتركية والانكليزية . الباب الثالث »دول البلقان:الدول المسلمة في أوروبا الشرقية« يعرض للانتفاضة الإسلامية في بلغاريا، أسبابها ونتائجها، ومقابلة البلغار النصارى إحسان المسلمين بالاساءة، قَبْلَ حكم الشيوعيين وخلال ذلك وبعد سقوط الشيوعية . فقد وصل الظلم الى درجة منع التسمية بالأسماء الاسلامية، وإغلاق الجوامع، ومنع دفن المسلمين في بلغاريا على الطريقة الاسلامية في مقابر المسلمين . ويتضمن هذا الباب عرضاً لأوضاع المسلمين في اليونان (تراقيا الغربية، حيث »تحرم الحكومة اليونانية هؤلاء المسلمين من تَقَلُّد الوظائف العامة، ومن الرتب العسكرية، وتدفعهم الى بيع أراضيهم«، وتُجرِّدهم من الجنسية اليونانية، بالاضافة الى »مصادرة عقارات المسلمين على نطاق واسع، حيث يتم تحويلها الى المشاريع الحكومية«، مع ان ذلك مخالف لما نصّت عليه »معاهدة لوزان« التي وقّعتها تركيا مع إنكلترا وفرنسا واليونان في ٤٢ تموز (يوليو، سنة ٤٢٩١م . ويتناول المؤلف »مأساة أول امرأة ترتدي الحجاب في يوغوسلافيا، الدكتورة مليكة صالح بيكوفيتش« التي حصلت على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون الباريسية، وتحجبت سنة ٨٧٩١م، وفي سنة ٣٨٩١م حكم عليها بالسجن المؤبد، واستمر سجنها حتى سُمِحَ لها بمغادرة يوغوسلافيا سنة ٧٨٩١م . ومأساة تلك الامرأة صورة صادقة عن مأساة المسلمين في يوغوسلافيا (المنهارة، .  الباب الرابع »الأدب الاسلامي في آسيا الوسطى والبلقان:تراجم أدبية معاصرة« يشمل ترجمة الروائي القيرغيزي المسلم جنكيز آيتماتوف الذي ولد سنة ٨٢٩١م وحاز على جائزة لينين العام ٣٦٩١م على روايته »جميلة«، ثم وضع رواية »أيها الجواد كُول صاري« وروايته الأخيرة التي عبر فيها عن الاسلام صراحة »يمتدُ اليومُ فيصبحُ قرناً« . وهناك أيضاً ترجمة الأديب الرحالة عبد الرشيد إبراهيم، »داعية للاسلام من سيبيريا الى اليابان« الذي ولد سنة 1857م وأمضى في مكة المكرمة والمدينة المنورة ثماني سنوات ابتداء من سنة 1871م-1288هـ، وهناك التقى مع المجاهد الشيخ شامل، ثم استقر في اليابان وافتتح جامع طوكيو سنة 1356هـ-1937م، وبجهوده اعترفت اليابان رسمياً بالدين الاسلامي سنة 1939، وتوفي ابراهيم سنة 1944، وخلف ستة كتب باللغة التركية هي:»العالم الاسلامي وانتشار الدعوة الاسلامية في اليابان«، و»المرأة«، و»سيرتي الذاتية« و»محاكمة الضمير ميزان الانصاف«، و»كوكب الزهرة« و»آسيا في خطر« .  ومن شخصيات هذا الباب بختيار وهاب زادة، خادم الفن الرفيع ( . . .، وهو أشهر شاعر معاصر الآن في آذربيجان . ومن أعماله مسرحيات »الصوت الثاني« و»ما بعد المطر« و»الرجل المهمل« و»الضمير« ومجموعة مقالات بعنوان »الفنان والزمن« و»العظمة في البساطة« ومن دواوين أسفاره المطبوعة:»أصدقائي« و»الربيع« و»نغمة الصداية« و»التذكار الخالد« و»الصفصاف« و»رجال بسطاء« و»ليال مقمرة« . وهو حصل سنة ٥٧٩١م على جائزة الدولة التقديرية في آذربيجان، وتُرجِمَت أشعاره الى اللغات الألمانية والفرنسية والفارسية وجميع لهجات اللغة التركية . وهناك كذلك الروائي جنكيز ضاغجي الذي ولد سنة ٠٢٩١، في قرية »فيزيل طاش« احدى قرى يالطا في القِرِم، وفي سنة ١٤٩١م أسره الألمان، وتخلص من الأسر ولجأ الى لندن سنة ٦٤٩١م . وصدرت له سنة ٦٥٩١م رواية »السنوات الرهيبة« وهي »تعكس أحاسيس القرمي المسلم الذي يريد التخلص من تبعية بلاده للاتحاد السوفياتي، وأحاسيس هذا القرمي المسلم في النفور أيضاً من السيطرة الغربية الألمانية عليه . . .« . وقد ترجم الدكتور محمد حرب هذه الرواية الى اللغة العربية سنة 1988م، وللمؤلف اكثر من عشر روايات أخرى كلها تعبر عن القرم وأهلها . وتضمن هذا الباب أيضاً دراسات أدبية أوضحت توقع الأدباء المسلمين - في آسيا الوسطى - بسقوط الشيوعية، ودراسة عن »الأدب الاسلامي المعاصر في بلغاريا« وأخرى بعنوان »عندما صمت الشاعر ناظم حكمت قهراً في دول آسيا الوسطى والبلقان أثناء الشيوعية« فيها صفحات مجهولة عن ناظم حكمت (1902 - 1963م،، فكشفت اسراره بين 1951 و1963 عندما تخلى عن زوجته مُنَوَّر وابنه محمد، وفضّل الحياة مع الروسية الشابة »فيرا« وقال لزوجته:»يا مُنوَّر لن استطيع الحياة معك . . . إني مضطر للحياة في موسكو، فابقِ أنت هنا في وارسو، البولنديون طيبون، وسيجدون لك عملاً وسكناً،« وأظهرت الدراسة »ان ناظم حكمت ينتمي الى أسرة بولندية تسمى آل بورجنسكي«، وأن أحد اجداده ترك بولندا سنة ٨٤٩١م، وهو ليس من أصل تركي . الباب الخامس »نماذج من الأدب الاسلامي في آسيا الوسطى والبلقان« يقع في ثلاثة فصول، دار الأول حول القصة القصيرة، وتضمن سبع قصص هي:»وداعاً يا بخاري« قصة مرال معروف، من تركستان . و»الصلاة في زمن الحرب« قصة جنكيز ضاغجي، من القرم . و»رفيق المسجد« قصة عبدالرشيد ابراهيم، من تتارستان . و»العجوز والفتاة« قصة محمد أصلان، من آذربيجان . و»الخندق« قصة اسماعيل قدارة، من ألبانيا . و»الرحيل« قصة محمد سليموفتش، من البوسنة، مدينة طوزلة . و»عشق المفاتيح التسعة والعشرين« قصة نادية أحمد وفا، من بلغاريا . ودار الفصل الثاني حول الشعر، وضم ثماني قصائد من البوسنة والهرسك هي:فك حصار ايزفورنوك (زيفورنك، للشاعر بي زادة (ابن البيك،، وفك حصار بانيالوقة للشاعر غريبي، وأحلم بعالم جديد للشاعر حسران يايرامج، ومرثية للشاعرة دارا سكوليتش، والدخان للشاعرة ياسنا شاميتش، ولم يعد للشعر مكان للشاعر عزت سراي ليتش، وزكريا للشاعر جمال الدين لايتش، وفي ليلة انعدمت فيها النجوم للشاعر جعفر طورايتش . وهناك ست قصائد من بلغاريا هي:هذه الأرض للشاعر حسين قره حسين، وأرضنا خصبة للشاعر نيازي حسن، وله أيضاً »كل صباح« والحمامة للشاعر شاهين مصطفى، ولا تتركني أيها الربيع للشاعر لطيف علي، والايمان والأمل والحرية للشاعر الشهيد رجب كوبجي . واختتم الكتاب بالفصل الثالث عن »الرواية والمسرحية« في قرغيزستان والبوسنة والهرسك وداغستان وبلغاريا . 4897 (الحياة، . . . . . . . . . . .عام (العنوان:» المسلمون في آسيا الوسطى والبلقان «  . تاريخ من الظلم والاضطه


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16438946
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة