العنوان: حماس كما ترى نفسها، وكما تراها واشنطن
الكاتب: محمود السيد الدغيم
تاريخ النشر: 28/06/1418 هـ/  29/10/1997م
جريدة الحياة، العدد: 12661، الصفحة: 18

من تاريخ فلسطين

تعرضت حركة حماس في المدة الاخيرة الى حملة اميركية اعلامية وسياسية وصلت الى حد اعتبارها من الحركات الارهابية. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وضع اسم حماس ضمن لائحة اشتملت على 30 حركة سياسية في العالم تعتبرها واشنطن من المنظمات المعادية لمصالحها وتحذر من التعاطي معها سياسياً او مالياً. وكان نصيب المنطقة العربية هو الاعلى اذ ضمت القائمة حركات سياسية واسلامية فلسطينية -الجبهتان الشعبية والديموقراطية- ولبنانية -حزب اللهو الشيعي- ومصرية وجزائرية. وجاء الموقف الاميركي في وقت اضطرت فيه تل ابيب الى الافراج عن مؤسس حماس وزعيمها الروحي الشيخ احمد ياسين.

طرح اعلان اولبرايت علامات استفهام حول صدقية الموقف الاميركي من موضوع الارهاب وخلطه بين الحركات السياسية التي تقاتل من اجل حرية شعبها وحق العودة، وبين التنظيمات الارهابية التي تقاتل الابرياء.  وتبقى الاسئلة، من هي حماس وما هو برنامجها وكيف تأسست ومن أين انطلقت؟
**********
يقدم خالد الحروب في كتابه »حماس، الفكر والممارسة السياسية« الصادر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية خلفية شاملة عن جذور حماس وتاريخها. واعادة قراءة الكتاب تقدم معلومات وافية عن هذه الحركة التي فرضت حضورها الفلسطيني في فترة زمنية قياسية. واستقى المؤلف معلوماته من داخل فلسطين وخارجها فجاءالكتاب جامعاً بين التنظير والتطبيق، حين ركز على فكر حماس وتطورها واستجابتها لمتطلبات الاحداث المتوالية على الساحة الفلسطينية.
**********
تبدأ جذور حماس التاريخية من الحركة الام اذ »وُلدت من رحم جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين« وارتبطت انطلاقتها التنظيمية في نهاية 1987 بسائر حلقات الجهاد الفلسطيني التي تتابعت منذ العقود الثلاثة الاولى من القرن العشرين، مثل »انطلاقة الشهيد عزالدين القسام« وإخوانه من »الاخوان المسلمين عام 1936 «. ونظراً لارتباط حماس التاريخي بتنظيم الاخوان المسلمين يشير المؤلف الى اهتمام التنظيم في مصر بالقضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمرهم سنة 1936 وما أسفر عنه من تأليف اللجنة المركزية العامة لمساعدة فلسطين، وما تلاها من تشكيل اللجنة العربية العليا في القدس بقيادة امينها العام عوني عبدالهادي، ثم مشاركة الاخوان في حرب 1948 حين سجلوا صفحات جهادية مشرقة.  وتعتبر المدة الواقعة بين 1943 و1946 فترة تمهيدية لقيام تنظيم الاخوان المسلمين في فلسطين، ضمن اطار »جمعية المكارم في القدس« التي حضر بعض مندوبيها المؤتمر الخامس الذي عقده الاخوان في حلب سنة 1944.  بعد قيام الكيان الصهيوني تراجع نشاط الاخوان العلني الى الضفة الغربية وغزة وديار المنفى وتراجع العمل العسكري، وتقدم العمل السياسي حين عقد مؤتمر بيت المقدس سنة 1953، الى ان اغلقت الحكومة الاردنية مقر المؤتمر ومكتبه الدائم في القدس في سنة 1955 وأعيد فتحه سنة 1956 بعد تحويله من تنظيم شعبي الى تنظيم رسمي. وهكذا عانى الاخوان كما يذكر الفلسطينيون من الضغط الاسرائيلي في الأراضي المحتلة منذ سنة 1948، وغزة التي الحقت بالادارة المصرية، والضفة التي الحقت بالادارة الاردنية، الى ضغوط الانظمة التي استضافت بلادُها اللاجئين الفلسطينيين. يبحث الكاتب موضوع الاخوان المسلمين وتأسيس حركة فتح -1957 / 1965- حين قضت الضرورة تشكيل تنظيم »لا يحمل لوناً اسلامياً في مظهره وشعاراته، وانما يحمل شعار تحرير فلسطين عن طريق الكفاح المسلح«. ووضعت نواة الفكرة في مذكرة قدمها خليل الوزير -ابو جهاد- الى قيادة الاخوان المسلمين في قطاع غزة في تموز -يوليو- سنة 1957 »وانتهى الامر في فترة 1958 / 1959 الى تجسيد ذلك المشروع بانشاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح / التي استقطبت عدداً من الكوادر والأسماء الاخوانية المرموقة -...- سليم الزعنون، وصلاح خلف -ابو اياد- وأسعد السفطاوي، وكمال عدوان، وأبو يوسف النجار، وسعيد المزين وغالب الوزير«. وبدأ الافتراق بين الاخوان وحركة فتح منذ سنة 1960- 1961م، لكن الاخوان اسسوا معسكرات لهم تحت راية فتح ساهمت في الجهاد في الأغوار في فترة 1968- 1970. وبعد هزيمة 1967م اهتزت صورة الناصرية وأمثالها، وسميت فترة 1967 / 1975 مرحلة المساجد لمواجهة التيار الصهيوني، والتوجه اليساري الذي اصطدم مع النظام الاردني، فلزم الاخوان الحياد ازاء صِدام ايلول -سبتمبر- 1970م وتابعوا نشاطهم في الاعداد المادي والمعنوي.
وبعد سنة 1975 انتقلوا من مرحلة المساجد الى مرحلة المؤسسات عبر انشاء الاتحادات الطلابية والاندية والجمعيات الخيرية.
مع وصول ليكود الى السلطة صعّد الاخوان المسلمون -الفلسطينيون- وسائل المواجهة وجاء اعتقال الشيخ احمد ياسين ومجموعة من رفاقه سنة 1984، فدفع الى انشاء جهاز عسكري سري. عموماً كانت الثمانينات المخاض الحقيقي لولادة حركة حماس سنة 1987، وتشكل دور الحركة الاسلامية الفلسطينية / الاخوانية / ونشاطها في هذه الحقبة عبر ثلاثة خطوط متوازية
التأطير والتعبئة
والمقاومة السلبية
والعمل العسكري.
تأسست حماس رسمياًفي 8/12/1987 حين تداخلت العوامل ودفعت الاوضاع نحو الانتفاضة. فحماس ساهمت »في تزويد اسلاميي الارض المحتلة بجرعات كبيرة من الثقة بالنفس« وطمأنتهم بأنهم جزء من ظاهرة شاملة آخذة في الصعود والنمو في بلاد عربية واسلامية كثيرة. ويذكر المؤلف بأسباب اخرى للصراع لدى أنصار حماس اذ راوح خطابهم السياسي »بين توصيف الصراع بأنه عقائدي محض، وبين التشديد على انه صراع ضد غازٍ محتلّ، جوهره مقارعة الظلم، وطرد المُحتل«. وهكذا تتداخل دوافع الصراع فيشترك دافع العقيدة والدافع الوطني -تحرير الارض- والدافع القومي وغير ذلك من الامور. ويوضح الكاتب استراتيجية حماس في الصراع ويُشخِّصُ اطراف الصراع، والقوى التي تدعم العدو، ويبين الملامح العامة لسياسة حماس في ادارة الصراع، على الساحة الفلسطينية وغيرها من الساحات العربية والاسلامية والعالمية، وما شهدته من تطورات ليس أقلها »وصول الافواج الاولى من الشرطة الفلسطينية الى غزة وأريحا في ايار / مايو 1994م -...- وسقوط اربعة عشر فلسطينياً برصاص الشرطة في تشرين الثاني / نوفمبر 1994...«. تطور مفهوم حماس لادارة الصراع من خلال الموازنة بين المرحلية والتاريخية، والاعتدال في التعبير عن الموقف خطاباً وممارسة، وعدم الاستعداء الاقليمي او الدولي، وعدم الانعزال السياسي، والمراهنة على الخيار الشعبي. وتمثل الامر بين الحل التاريخي -فلسطين من البحر الى النهر- والحل المرحلي -الهدنة- والتردد بين دولة فلسطينية في الضفة والقطاع كمرحلة اولى، وعدم التنازل عن باقي الحقوق كمرحلة اخرى، مع عدم الاعتراف باسرائيل، وطرد الاحتلال بالجهاد. والمطالبة بالاستفادة من الاستفتاءات الشعبية، والانتخابات التشريعية للتعبير عن طموح الشعب الفلسطيني. يتناول الكاتب موضوع حماس والعلاقات السياسية الفلسطينية، ابتداء بمنظمة التحرير الفلسطينية، ونظرتها الى المنظمة، وفرضيات العلاقة بينها وبين المنظمة ابتداء بفرضية الانضمام الى المنظمة وتغييرها من الداخل، والاستبدال الكلي بالعمل من خارجها وتحدي شرعيتها / خيار البديل / وخيار عدم الحسم التي تختصر الفرضيتين السابقتين. ثم يستعرض علاقات حماس والسلطة الفلسطينية من نهاية 1987 حتى مطلع 1996م. وموقفها من الفصائل الفلسطينية نظرياً وممارسة. ويشير الى توتر العلاقات بين حماس وحركة فتح ووصولها حد الصدام المرتبط بوضع السجون اذ تصادم السجناء من الطرفين سنة ١٩٩١ – 1992م بعد فشل الحوار بينهما آنذاك ووصف عرفات حماس بقبائل الزولو في عمان في 7/10/1992. ويبحث المؤلف في سياسات حركة حماس بشأن التعامل مع الانظمة العربية، فيوضح انها ابتعدت بنفسها »عن أي جهد قد يُحسب تدخُّلاً في شؤون هذا القطر او ذاك، وهاجسها في ذلك تجربة منظمة التحرير الفلسطينية« اذ اتسمت مواقفها من القضايا العربية بالاعتدال والديبلوماسية، سواء من ناحية تعاملها مع المواقف العربية ازاء الفلسطينيين في الشتات وموقفها من الخلافات العربية / العربية وابتعادها عن الشؤون العربية الداخلية.  35816 -الحياة-...........عام -العنوان: حماس كما ترى نفسها  وتراها واشنطن -
********
ملاحظات : عندما ألف خالد الحروب كتاب حماس كان يتظاهر بالإسلامية المفرطة، وبعدما التحق بكامبريدج، وبرنامج الجزيرة تحول بقدرة قادر إلى متحرر مناهض للإسلاميين
ترى هل كان هدفه كشف أسرار حماس وغيرها، وقد انتهت المهمة فعاد إلى حقيقته، وتصدى للمظاهر الإسلامية بما فيها الحجاب، ثم تقرب من عملاء ايران؟؟ الأيام والسنون القادمة سوف تجيب على هذه التساؤلات


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16452675
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة